ينمو الأطفال بمعدلات مختلفة، ومن الطبيعي أن يختلف الطول بنسب متفاوتة بين الأطفال من نفس العمر، فإذا كان طول طفلك مختلفًا عن أقرانه فلا داعي للقلق، إذ إن الأهم من زيادة الطول؛ أن ينمو طفلك بمعدل ثابت وطبيعي.

وقد وضعت منظمة الصحة العالمية جدولًا لمعدلات نمو طول الطفل بدءًا من الشهر الأول من الولادة، وحتى العام الخامس.

فما هو جدول طول الطفل الطبيعي، وكيف تعزز نمو طفلك؟ هذا ما سنشاركه معك داخل المقال، فتابع معنا.

جدول طول الطفل الطبيعي وفقًا لمنظمة الصحة العالمية

وضعت منظمة الصحة العالمية جدولًا لبيان نمو طول الطفل، يتضمن أقل وأعلى معدل للطول، للذكور والإناث مقرونًا بالأشهر، إليك تفاصيل الجدول لكلٍّ من الذكور والإناث:

1- جدول طول الطفل الطبيعي للذكور

فيما يلي جدول يوضح الحد الأدنى والأعلى لطول الأطفال الذكور خلال العام وفقًا لمنظمة الصحة العالمية

فيبدأ من 47.4 سم عند الولادة، حتى يصل إلى 83.5 في نهاية العام الأول كحد أقصى، ثم يتباطأ النمو بعد العام الأول، ليقتصر على بضعة سنتيميترات كل عام، كالتالي:

• ما بين 83.6سم وحتى 97.6سم في نهاية العام الثاني.
• ما بين 94.4سم وحتى 111.1 في نهاية العام الثالث.
• ما بين 104.6سم وحتى 124سم في نهاية العام الرابع.

إذا خالف طفلك تلك النسب بشكل طفيف فلا تقلق، في النهاية هي نسب تقريبية، والأهم من تماثل طول الطفل معها؛ أن ينمو بمعدل ثابت.

مع ذلك؛ إذا وقع طول طفلك أسفل المنحنى هـ أو أعلى المنحنى أ بفارق كبير؛ فاستشر طبيبه المعالج، حتى تتجنب المشكلات مبكرًا -إن وُجدت-.

كان هذا جدول طول الطفل الطبيعي للذكور، فما هو معدل نمو طول الإناث؟

2- جدول طول الطفل الطبيعي للإناث

فيما يلي جدول يوضح الحد الأدنى والأعلى لطول الأطفال الإناث خلال العام وفقًا لمنظمة الصحة العالمية

ويتباطأ معدل النمو بعد العام الأول فيكون:

• ما بين 89.5سم وحتى 96.5سم في نهاية العام الثاني.
• ما بين 105.5سم وحتى 113.5سم في نهاية العام الثالث.
• ما بين 121.5سم وحتى 130سم في نهاية العام الرابع.

بعد أن عرضنا جدول طول الطفل الطبيعي للذكور والإناث؛ كيف نقيس طول الطفل؟

كيفية قياس طول الطفل

قياس طول طفلك في المنزل ليس أمرًا صعبًا، مع ذلك فهو يحتاج إلى أن تكون دقيقًا، إذ إن الخطأ في القياس قد يعطي مؤشرًا خاطئًا على نمو الطفل.

يمكنك اتباع الخطوات التالية لقياس طول طفلك الرضيع:

1. اخلع حذاء طفلك وغطاء رأسه.
2. مدده على الأرض، مع الحرص على فرد قدميه جيدًا.
3. اسحب شريط القياس بمحاذاته، بدايةً من أعلى رأسه وحتى أسفل قدميه.
4. قارن طول الطفل بالنسب التي ذكرناها سابقًا في جدول طول الطفل الطبيعي، وحدد موقعه في الجدول.

إن كان سن طفلك أكبر العامين؛ يمكنك إجراء القياس بنفس الخطوات، مع تغيير وضعية الطفل للوقوف بدلًا من الاستلقاء.

بعد مقارنة طول طفلك بجدول طول الطفل الطبيعي؛ إذا كانت النسبة طبيعية ومتوافقة معه فلا تقلق، وإن كانت مختلفة فيمكنك الذهاب إلى الطبيب أو المركز الصحي للاطمئنان، فقد يكون القياس الذي قمت به غير دقيق، أو قد يكون طفلك لديه مشكلة تحتاج إلى تدخل طبي، أو حتى عوامل خارجية تؤثر على معدل طوله.

لكن ما أبرز العوامل التي قد تؤثر على طول الطفل؟

العوامل المؤثرة على طول الطفل

تعد الجينات والعوامل الوراثية المؤثر الرئيس على طول الطفل، مع ذلك؛ يمكن أن تؤثر العديد من العوامل الأخرى على الطول أثناء النمو، وأبرزها:

العوامل الصحية

هناك بعض المشكلات صحية التي قد تزيد طول الطفل بشكل كبير، مثل: متلازمة مارفان، وهي اضطراب وراثي يتسبب في زيادة الطول.

يمكن أن تتسبب بعض المشكلات الصحية أيضًا في قصر القامة، مثل: التهاب المفاصل، وأمراض الاضطرابات الهضمية، وبعض أشكال السرطان، وحينها فإن اكتشاف تلك المشكلات مبكرًا؛ يجعل علاجها أسهل.

التَغذِيَة

تؤثر التغذية على نمو الطفل، وقد تؤثر على معدل طوله أيضًا، وعلى الرغم من أن هذا لا يتنبأ دائمًا بمدى زيادة طول الطفل عند البلوغ، إلا أن الأطفال الذين يتم تغذيتهم بشكل متوازن يميلون إلى أن يكونوا أطول من الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية.

تلعب التغذية أثناء الحمل، والرضاعة الطبيعية أيضًا دورًا حيويًا في صحة العظام ونمو طفلك في المستقبل.

الهرمونات

تؤثر بعض الاختلالات الهرمونية على مستوى طول الطفل إما بالزيادة أو النقص، وذلك مثل:

• انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية.
• انخفاض مستويات هرمون النمو.

إذ ​​يمكن أن تجعل الأطفال أقصر، أو أطول من الطبيعي إذا تُركوا دون علاج.

تلعب الهرمونات الجنسية مثل التستوستيرون والإستروجين أيضًا دورًا مهمًا جدًا في النمو خلال فترة البلوغ.

الأدوية

قد تتسبب بعض الأدوية في جعل الطفل أقصر من المتوقع، مثل الاستخدام المزمن لأدوية:

• الكورتيزن
• البريدنيزون

لذا، في حالة كان طفلك يستخدم تلك الأدوية، يمكنك التحدث إلى طبيبه المعالج، ولا تتخذ قرارًا بإيقافها إلا بعد الاستشارة الطبية، حتى لا تتسبب في أية مشكلات صحية لطفلك.

الظروف البيئية

يمكن للمحيط الجغرافي للطفل أن يؤثر على طوله الإجمالي، على سبيل المثال: الأشخاص الذين يعيشون في مناطق عالية الارتفاع يميلون إلى أن يكونوا أقصر من سكان المناطق المنخفضة.

في حالة كان اختلاف طول طفلك غير ناشئ عن العوامل الوراثية؛ هل يمكنك حينها زيادة معدل طوله؟

نصائح للوصول للطول المثالي للطفل

لا يوجد حلٌّ سحريٌ لزيادة طول الطفل، فكما ذكرنا العامل الوراثي هو المتحكم الرئيس في معدل طوله، مع ذلك؛ هناك عدد من العوامل قد تزيد طول طفلك إذا كان لديه استعداد وراثي، منها:

1- اتباع نظام غذائي متوازن

ركز على التغذية الجيدة والمتوازنة لطفلك خلال فترات نموه الأولى، إذ يؤثر النظام الغذائي على صحة العظام، ومعدل النمو بشكل كبير، مع ضرورة استخدام المكملات الغذائية والفيتامينات المناسبة في حالة كان يحتاجها طفلك.

2- الحصول على قسط كافٍ من النوم

“الأطفال ينمون أثناء نومهم”، هذه المقولة صحيحة بدرجة كبيرة، إذ يفرز الجسم هرمونات النمو أثناء مرحلة النوم العميق.

3- ممارسة التمارين الرياضية

تحفز الرياضة نمو الجسم، وتساعد على زيادة الكتلة العضلية، ونمو العظام بطريقة صحية، لذا احرص على ممارسة طفلك للرياضة بشكل منتظم.

4- الرعاية الطبية

يجب أن يتلقى الطفل الرعاية الطبية الدورية لمراقبة معدل نموه وتطوره، يساعد ذلك على اكتشاف المشكلات الصحية مبكرًا، ومن ثم معالجتها قبل أن تؤثر عليه بشكل كبير.

في النهاية، يتفاوت معدل الطول من طفل لآخر، ولا يعد هذا أمرًا مقلقًا ما دام نمو الطفل يتماشى مع جدول طول الطفل الطبيعي.

أما في حالة اختلاف طول طفلك عن المعدل الطبيعي بنسبةٍ كبيرة؛ حينها لا بد من اللجوء للطبيب لمعرفة السبب، ومن ثمَّ علاجه مبكرًا.