أنشطة رمضانية للاطفال

مع اقتراب شهر رمضان تنشغل معظم الأمهات بتخزين الأطعمة، وتجهيز مختلف المأكولات والمشروبات للشهر الكريم، لكن ينبغي أن لا تشغلنا تلك الأمور عن المهمة الأوجب علينا، وهي تجهيز أطفالنا نفسيًا لاستقبال الشهر الفضيل وحسن استغلاله، وتعظيم شعائر الله فيه.

ولذا جمعنا في هذا المقال 9 انشطة رمضانية للاطفال تحببهم في الشهر الكريم، وتدفعهم لاستقباله بشغف ومحبة، فتابعي معنا.

9 أنشطة رمضانية للاطفال

فيما يلي تسعة أنشطة للأطفال لاغتنام رمضان، واستشعار عظمته، بعضها قبل بدء الشهر الكريم، وبعضها أثناءه:

1- التهيئة لاستقبال رمضان

أول خطوة يجب أن تفعليها؛ هي أن تحدثي طفلك عن شهر رمضان، وفرضية الصيام -حتى إن لم يكن طفلك مستعدًا للصوم بعد- وذلك حتى تهيئيه نفسيًا لاستقباله.

فتخبريه عن ثواب الصيام، وشروط صحته، وجزاء الصائم في الآخرة، وتقبل الدعوات من الصائمين، وأفضلية جميع الأعمال في رمضان، وغير ذلك.

يمكنك الحديث بشكل مباشر إذا كان طفلك أكبر من 5 سنوات، أو حتى قص تلك المعلومات في شكل حكاية لطيفة وبسيطة لطفلك.

ولمعرفة كيفية رواية القصة للطفل؛ اقرئي مقالنا: فن قراءة القصص للأطفال| ما أهمية القصة وكيف أحكيها؟.

2- بطاقات التهنئة

تساعد بطاقات التهنئة على نشر الفرحة بين الصغار والكبار، لكن معناها عند الأطفال أكبر، وتأثيرها أعمق، إذ تصنع لهم ذكريات تعيش معهم طوال العمر.

فابدئي قبل رمضان بأيام بسيطة، واجمعي أطفالك حولك، ولا بأس بمشاركة أصدقائهم معهم، واصنعوا بطاقات صغيرة بها تهنئة بسيطة عن شهر رمضان، ثم اطلبي من أطفالك أن يوزعوها على الأقارب والأصدقاء.

في هذا الفيديو ثلاثة أفكار لصنع بطاقات تهنئة لشهر رمضان.

3- بطاقة الإنجازات

يناسب ذلك النشاط الأطفال من عمر سبع سنوات فأكبر، وهو عبارة عن ورقة مسطرة بها خانات بعدد أيام الشهر، ونضع في كل يوم عمل محددٌ يجب أن ننجزه.

يمكن أن تجعلي تلك الأعمال تقتصر على الطاعات، مثل: الصلاة، والدعاء، والذكر، وغيرهم، ويمكن أيضًا أن تضمي إليها أعمالًا منزلية يساعدك فيها طفلك في شهر رمضان، تحت بند بر الوالدين، أو إفطار صائم، أو غير ذلك، بحيث تزرعي فيه تحويل جميع الأعمال إلى طاعات من خلال إخلاص النية.

فمثلًا: يمكن أن تكلفيه بتوزيع التمر والماء على جميع الصائمين بالمنزل، ويكون ذلك إنجازه الصغير، فيحصل به على أجر إفطار الصائم.

4- خيمة رمضان

تضفي الخيمة الرمضانية أجواء البهجة داخل المنزل، بالإضافة إلى أنها تربط أطفالك بأعمال البر والطاعات في الشهر الكريم إذا أحسنت استغلالها.

فيمكنك جعل الخيمة هي المكان الثابت للذكر، وقراءة القرآن، وحكاية سيرة النبي، وقصص الصحابة والتابعبين، فتزيدين معرفتهم الدينية، وتربطينهم أكثر بالله، وتكون الأجواء أكثر روحانية.

5- زينة رمضان

لا يقتصر دور زينة رمضان على إشاعة جو الفرح والسرور بين الأطفال فقط، بل تهيئهم نفسيًا لاستقبال الشهر الفضيل، وتصنع لهم الذكريات المبهجة، خاصةً إذا صنعتموها يدويًا.

فنظمي مسابقة بين جميع أفراد العائلة لأفضل زينة رمضانية، وقسمي عدد أفراد العائلة إلى فرق يشارك بها الكبار والصغار على حد سواء، والفريق صاحب أفضل زينة يكون هو الفائز.

يهيئ النشاط السابق الطفل لاستقبال رمضان، إلى جانب أنه يزيد الروابط العاطفية داخل أسرتك، ويوثق علاقتكم بأطفالكم.

6- حصالة الصدقات

اصنعوا حصالة سويًا للصدقة، واتفقي مع طفلك أن يضع جزءًا من مصروفه اليومي بها، وقبل نهاية الشهر بأيام بسيطة؛ يشتري هدية بكامل المبلغ ويتصدق بها على طفل يتيم.

سيشعره ذلك بآلام غيره، ويجعله إنسانًا إيجابيًا وفعالا في المجتمع، يسعى للتغيير بيده ولا يكتفي بالتعاطف الأصم.

7- صندوق الأدعية

يناسب هذا النشاط الأطفال الأكبر من سبعة سنوات، خاصةً إذا كان طفلك قد بدأ الصوم، وهو عبارة عن صندوق به 30 بطاقة صغيرة على عدد أيام الشهر، يكتب بكل بطاقة اسمًا من أسماء أقاربه أو أصحابه يدعو له قبل الإفطار، ثم يهاتفه بعد الإفطار ليطمئن عليه ويصله.

يعلم هذا النشاط طفلك أهمية الدعاء، ويسهم في زيادة روابط المحبة بين طفلك ومحيطه المجتمعي، إلى جانب أنه ينمي مهاراته الاجتماعية بشكل كبير.

8- كل يوم قصة

القصص وسيلة تربوية مهمة جدًا يجب ألا تغفلي عنها في رمضان، فاستغلي الأجواء الروحانية في الشهر الكريم لتربطي طفلك أكثر بدينه والقدوات الصالحة من الصحابة والتابعين.

حددي موعدًا يوميًا للحكي وليكن بعد صلاة التراويح، لتجتمعي فيه مع أطفالك وزوجك والموجود من أفراد أسرتك، واحكِ كل يوم قصةً مختلفة عن أحد الصحابة أو التابعين، أو الفتوحات والانتصارات المرتبطة بشهر رمضان.

9- فوازير رمضان

بعد القصة تأتي الفزورة أو الأحجية، حضِّري 30 أحجية بعدد أيام الشهر، وافتحوا كل ليلةٍ واحدةً منها ليفكر الأطفال في حلها حتى مساء الليلة التالية، والفائز يحصل على جائزته.

ونوعي في طبيعة الفوازير، فتارة اجعليها رياضية، وتارة أخرى معلوماتية عن شخصية تاريخية أو معلم سياحي أو بلد، وتارة اجعليها ألغازًا عقلية، وهكذا حتى لا يمل أطفالك.

سيحمس هذا النشاط أطفالك، ويشغل ذهنهم في التفكير في الحل المنطقي والمناسب لكل فزورة، ويزيد من ارتباطهم العاطفي بالأسرة.

كانت تلك تسعة أنشطة رمضانية للاطفال، ولأن “رمضان يحب اللمة” كما يقولون؛ حاولي أن تجمعي أطفال العائلة والأصدقاء في تلك الأنشطة مع أطفالك، حتى تزيد بهم بهجة رمضان.

ولا تنسي أن تتكلمي مع طفلك عن فلسطين والأحداث الجارية بها، وتوظفي بعض الأنشطة السابقة لربطه بالقضية.

الخلاصة

رمضان هو الوقت الأمثل لربط أطفالك بدينهم، وذلك لما فيه من روحانيات خاصة به، نفتقدها طوال أيام السنة، بالإضافة إلى أنه فرصة عظيمة لصناعة الذكريات مع أبنائنا.

ولأن التعليم المباشر يكون ثقيلًا على الأطفال؛ شاركنا معكِ عدة أنشطة رمضانية للاطفال، تجمع بين المتعة والتربية، لتنفذيها مع أبنائك.