متى يحبي الطفل

الحركة المستقلة، والاعتماد على النفس في التنقل من مكان لآخر يمنح طفلك إحساسًا بالقوة والإنجاز، وهو ما يمثل دفعة كبيرة في احترامه لذاته، إلى جانب أنه يفتح عينيه وعقله لاكتشاف العالم من حوله بحرية أكبر، وأول الحركات المستقلة تكون بالحبو، فمتى يحبي الطفل؟

هذا ما نوضحه لكِ في المقال، ونمدك بعددٍ من النصائح لمساعدة طفلك على الحبو بأمان، فتابعي معنا.

متى يحبي الطفل؟

يبدأ الأطفال عادةً بالحبو بين عمر 7 و10 أشهر، لكن ضعي في اعتبارك وجود فوارق واختلافات بسيطة في معدلات النمو من طفل لآخر، فقد يحبو بعض الأطفال مبكرًا في عمر الـ 6 أشهر، بينما يتأخر آخرون حتى إكمال الشهر العاشر، فيما يتخطى بعض الأطفال تلك المرحلة فلا يزحفون أصلًا بل يمشون مباشرةً.

وبغض النظر عن العمر الذي يبدأ فيه طفلك بالزحف؛ فيعد هذا إنجازًا كبيرًا له، لأنه الخطوة الأولى نحو التنقل المستقل، ومن ثم استكشاف العالم وتطوير مهاراته الحركية، والعقلية.

فإذا بدأ طفلك بالزحف، أو ظهرت عليه علامات الاستعداد؛ يجب أن تشجعيه وتوفري له مساحة آمنة ومفتوحة، حتى يتحرك بحرية دون قلق من التعرض للإصابات.

والآن بعد أن أجبنا سؤالك متى يحبي الطفل؛ ماذا تفعلين إذا بلغ طفلك شهره العاشر ولم يزحف بعد؟

ماذا تفعلين إذا تأخر طفلك في الحبو؟

يتخطّى بعض الأطفال مرحلة الزحف تمامًا، فيبدءون بالمشي مباشرةً، ولا يعد ذللك مشكلة، إلى جانب أنه لا يؤثر سلبًا على نموهم العقلي والإدراكي ما دمتِ تُعرفين طفلك على بيئته المحيطة، وتساعدينه على استكشافها.

بالإضافة إلى أنه لا يعد مؤشرًا على ضعف التطور الحركي للطفل وفقًا للـأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ولا يستدعي القلق ما دام لم يرافقه علامات أخرى تدل على تأخر النمو الحركي.

ولكن إذا لم يُظهر طفلك أي تقدم في القدرة على الحركة، سواءً كان ذلك من خلال تحريك جزعه، أو التدحرج إلى وجهته، أو محاولة الوقوف مستندًا على شيء بعد إتمامه عمر الـ 12 شهرًا؛ فيجب حينها استشارة الطبيب لفحص الطفل وتشخيص أسباب مشكلته.

مع ذلك؛ فالحبو يمكِّن الطفل من الاستكشاف المستقل، ويخفف حركته، لذا يفضل أن تساعدي طفلك على بدء الزحف إذا لاحظت عليه علامات الاستعداد.

فما هي العلامات الدالة على استعداد الطفل للحبو؟

5 علامات تدل على استعداد الطفل للحبو

بعد أن عرفت متى يحبي الطفل؛ كيف تعرفين إذا كان طفلك مستعدًا للحبو أم لا؟

هناك العديد من العلامات التي تدل على استعداد الطفل للزحف، من بينها:

1- رفع الرأس والصدر

لاحظي أوقات نوم طفلك على بطنه، وراقبي حركته، فإن قادرًا على رفع رأسه وصدره من الأرض والاستناد على يديه، فهذا يعني أن عضلات الرقبة والجذع صارت أقوى، مما يمهد الطريق للزحف.

2- التقلب من الظهر إلى البطن والعكس

إذا كان الرضيع يستطيع التقلب من الوضعية الفاقدة للحركة (الظهر) إلى الوضعية الجانبية أو البطنية، والعكس، فهذا يشير إلى تطور القوة العضلية، وزيادة التنسيق الحركي، وبالتالي الاستعداد للحبو.

3- الاستنداد على ذراعيه

استناد الطفل على ذراعيه بشكل متكرر، واستخدامهما لدعم جسده؛ يدل على زيادة قوته العضلية، وبالتالي استعداد عضلات جسمه لعملية الزحف.

4- الحبو للخلف

يبدأ بعض الرضع -قبل مرحلة الحبو- بالتحرك للخلف، وذلك عن طريق تحريك أقدامهم فقط دون الاستناد على اليدين واتخاذ وضعية الزحف المعروفة، مما يشير إلى تطورهم الحركي واستعدادهم لعملية الزحف.

5- الرغبة في الاستكشاف

هناك عواملٌ نفسية تدفع الرضيع للحبو، ومن بينها الفضول، والاهتمام بالأشياء المحيطة، والرغبة في استكشافها، ومحاولة الوصول إليها بنشاط، وبالتالي تحفيز الجسد على الحركة والزحف كمحاولة لاستكشاف الوسط المحيط.

تشير العلامات السابقة إلى استعداد الطفل للحبو، فإذا لاحظتِ بعضها على طفلك؛ يفضل أن تبادري وتساعديه حتى يبدأ مرحلة الحبو بسرعة وأمان، بدلًا من الانشغال بـ متى يحبي الطفل، والقلق بشأن تأخره.

ولكن كيف تساعدين طفلك على بدأ الزحف؟

كيف تساعدين طفلك على الحبو؟

فيما يلي بعض النصائح والخطوات المهمة لتشجيع طفلك على الحبو:

ضعيه على بطنه

مددي طفلك على بطنه لفترات قصيرة عدة مرات في اليوم، وضعي عددًا من ألعابه المفضلة على مسافة قريبة منه، حتى تحفزه على الحركة لالتقاطها، وبالتالي تقوى عضلات ظهره، ورقبته، وذراعيه ليزحف أسرع.

حفزيه البصري

اجلسي على مقربة من طفلك، وحركي الألعاب، والأشياء الجذابة أمامه للفت انتباهه، ومن ثم تشجيعه على محاولة الزحف نحوها للحصول عليها.

قدمي له الدعم المناسب

اجلسي خلف طفلك ومدي يديك لتقديم الدعم له عندما يحاول الزحف، يمكن أيضًا وضع وسادة ناعمة أمام الرضيع لحمايته في حالة السقوط.

وفري بيئة آمنة

تأكدي من أن البيئة التي يتواجد فيها رضيعك آمنة بشكل كامل، وأزيلي العوائق من أمامه حتى يستطيع الحركة بحرية أكبر دون أن يتأذى.

لا تتعجلي النتائج

قد يحتاج الرضيع إلى وقت ليتعلم الحبو، وسيستجيب لكِ أحيانًا، ويرفض أخرى، فواصلي التشجيع والمدح عندما يبدأ بالزحف، أو حتى عندما يحاول حتى تحثيهِ على الاستمرار، وتحفزيه على المحاولة من جديد.

والآن بعد أن عرفت متى يحبي الطفل، واطلعت على نصائحنا بشأن تشجيعه على الزحف؛ احرصي على حمايته بعد أن يحبي وتتطور حركته، وذلك بإغلاق منتجات التنظيف المنزلية، ورفع المواد الكيميائية، والأدوية، والمنتجات القابلة للكسر عن متناول يده، وإحكام غلق الأبواب والنوافذ حتى لا يتأذى.

الخلاصة

تساعد الحركة طفلكِ على استكشاف البيئة المحيطة به، وتنمية مهاراته، وتطوير حواسه، وأول خطوات الحركة هي الحبو، مما يدفع العديد من الأمهات للتساؤل: متى يحبي الطفل، والقلق بشأن تأخره.

مع ذلك فقد يتخطى بعض الأطفال تلك المرحلة ويبدءون المشي مباشرة، دون أن يعني ذلك إصابتهم بأي مشكلات، ما دام تطورهم الحركي لم يتأثر سلبًا.

لذا لا تقلقي وتتسائلي كثيرًا متى يحبي الطفل، بل تابعي تطوره الحركي، واستشيري طبيبًا متخصصًا إذا لاحظت تأخرًا في نمو مهاراته الحركية.

ولمعرفة المزيد عن تطور حركة الطفل؛ اقرئي مقالنا: مراحل تطور حركة الطفل من الميلاد وحتى عمر الخامسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *