مراحل تطور حركة الطفل

التطور الحركي أول إنجازات طفلك في الحياة! إذ يتحول من كائن صغير عاجز إلى آخر قادر على الحركة، والتفاعل، والاستقلالية، ليقوده ذلك النمو البسيط في الحاضر إلى تطورات وإنجازات أعظم في المستقبل.

لكن قد يتأخر التطور الحركي لبعض الأطفال، وقد يسبق آخرون، فكيف تتابعين مراحل تطور حركة الطفل بشكل دقيق؟

هذا ما نوضحه لكِ في المقال من خلال عرض مراحل تطور حركة الطفل من الولادة وحتى عمر الخامسة، لكن لنبدأ أولًا بالتعرف على أنواع المهارات الحركية عند الطفل.

أنواع المهارات الحركية عند الأطفال

النمو الحركي هو عملية تدريجية تُمكِّن الطفل من التحكم الكامل بجسده، ومن ثم تطوير مهاراته الأخرى والتواصل مع العالم من حوله بسهولة.

وهناك نوعان من المهارات الحركية للطفل، وهما:

1- المهارات الحركية الإجمالية

تتعلق المهارات الحركية الإجمالية بالعضلات الكبيرة مثل الساقين، والجذع، والذراعين، وغيرهم، وينتج عن تطورها قدرة الطفل على:

  • الحبو
  • المشي
  • الركض

وغير ذلك من الأنشطة البدنية الأخرى.

2- المهارات الحركية الدقيقة

تتضمن المهارات الحركية الدقيقة استخدام اليدين، والأصابع، وتتطور تدريجياً مع نمو الطفل وتطور جهازه العصبي.

وهي ضرورية جدًا لتعلم الطفل مهارات الكتابة، والرسم، وحتى ممارسة الأنشطة الحياتية اليومية مثل الأكل، والشرب، وربط الحذاء، وغير ذلك.

وتتطور كلٌّ من المهارات الإجمالية، والدقيقة بشكل متوازٍ عند جميع الأطفال، وتمران بعدة مراحل، فما هي؟

مراحل تطور حركة الطفل

يولد الطفل عاجزًا عن التحكم بجزءٍ كبيرٍ من جهازه العضلي والعصبي، وتتطور قدراته الحركية تدريجيًا، فتبدأ بتحريك الأطراف عند الولادة، ثم الحبو، وبعدها المشي، وكلُّ ذلك يحدث على مراحل ثابتةٍ بين معظم الأطفال.

إليكِ توضيح تقريبي لمراحل تطور حركة الطفل من الولادة وحتى عمر الخامسة:

1- من الولادة وحتى الشهر السادس

تتسم الستة أشهر الأولى من عمر الطفل بالتطورات السريعة، فمن العجز التام عند الولادة؛ ينتقل الطفل بنهاية الشهر السادس إلى مرحلة الجلوس مدعومًا بالوسائد، أو بأحد والديه.

فتشمل مراحل تطور حركة الطفل الدقيقة والإجمالية من الولادة وحتى 6 شهور:

المهارات الحركية الدقيقة

يستطيع الطفل رفع رأسه ووضعه على الأرض بثبات، والتحكم في حركة عينيه بشكل أفضل، والتركيز على الأشياء القريبة والبعيدة، إلى جانب فتح وإغلاق يديه بسلاسه، وتحريك أصابعه بشكل مستقل.

الحركات الإجمالية

تتطور عضلات الطفل، ويستمر نمو جهازه العصبي بشكل أفضل، فيستطيع رفع رأسه ورقبته، والجلوس بدعم من الوسائد، إلى جانب التقلب من وضعية الاستلقاء على الظهر إلى وضعية الاستلقاء على البطن، ويمد يده للوصول إلى الأشياء القريبة منه بسهولة.

ويتمكن بعض الأطفال في نهاية الشهر السادس من الحبو إلى الخلف، والتحرك لمسافة قصيرة.

2- من الشهر السادس وحتى التاسع

تستمر مهارات الطفل الحركية في التطور بشكل ملحوظ بعد الشهر السادس، فيما يلي مراحل تطور حركة الطفل الدقيقة والإجمالية من 6 إلى 9 شهور:

المهارات الحركية الدقيقة

يستطيع الطفل التحكم بيديه بشكل أفضل، وفتحها وإغلاقها بإحكام، ويتمكن من استخدام إبهامه وأصابعه للإمساك بالأشياء الصغيرة، بالإضافة إلى تنسيق حركات عينيه ويديه لالتقاط الأشياء، والتحكم في يديه وذراعيه وتحريكهما معًا.

وبالتالي يمكنه التقاط الألعاب ووضعها في فمه ومضغها، ونقل الألعاب من يدٍ لأخرى بسهولة، والتقاط الأطعمة الصغيرة ووضعها في فمه.

المهارات الحركية الإجمالية

يتمكن الطفل من الجلوس بمفرده دون دعم، ويستطيع الحبو على يديه وركبتيه، والوقوف بمساعدة شخص بالغ، أو مستندًا على سطح صلب.

3- من الشهر التاسع وحتى الشهر الـ 12

مراحل تطور حركة الطفل الدقيقة والإجمالية من 9 شهور إلى سنة:

المهارات الدقيقة

يتطور الجهاز العصبي لطفلك، لتنمو مهاراته الحركية الدقيقة بشكل أكبر، فيتمكن من فعل التالي:

  • استخدام يديه معًا بسهولة، فيستطيع ضرب لعبتين سويًا.
  • رمي الأشياء في الصندوق أو العلبة.
  • مناولتك ألعابه إذا طلبت منه ذلك
  • الإشارة إلى الأشياء التي يريدها
  • تقليب صفحات الكتب بسهولة

المهارات الإجمالية

يستمر تطور حركة الطفل الإجمالية ليستطيع في نهاية العام الأول فعل التالي:

  • تغيير موضعه من الاستلقاء للجلوس دون مساعدة من أحد
  • التحرك بين الأثاث وفي كافة أنحاء المنزل بسهولة
  • المشي وحده مستندًا بيديه على الأثاث
  • الوقوف بمفرده لبضع ثوانٍ

4- من الشهر الـ 13 وحتى نهاية العام الثاني

يستطيع الطفل في تلك المرحلة الوقوف لفترة طويلة، والمشي بمفرده دون الاستناد على أي شيءٍ، وتغيير وضعه بين الجلوس والوقوف بسهولة دون الحاجة للاستناد على شيءٍ، ويصعد السلالم مستندًا على يديه أو الحائط، ويركل الكرة، وقد يركض لمدة قصيرة.

ويصفق بيديه معًا، ويرتب ألعابه في العلب المخصصة لها، ويلوح مودعًا لكِ ولوالده، بالإضافة إلى ذلك يستطيع التحكم في أصابعه بشكل أفضل، فيمكنه استخدام السبابة وحدها مع إغلاق أصابعه الأخرى، والبدء في استخدام الملعقة والكوب بمفرده.

5- التطور الحركي من سنتين إلى 3 سنوات

تشهد تلك المرحلة من مراحل تطور حركة الطفل تطورًا كبيرًا لكلٍّ من المهارات الحركية الدقيقة والكلية، كالتالي:

المهارات الدقيقة

يتحكم الطفل بأصابعه وعضلات يديه بشكل أكبر في تلك المرحلة، فيستطيع استخدام الفرشاة وأقلام التلوين، وتقليد الرسوم والتصاميم مثل الدائرة، والمثلث، وربط حذائه، ولضم الخرز، والبدء بألعاب القص في منتسوري في نهاية السنة الثالثة من عمره.

المهارات الإجمالية

تتطور عضلات الطفل بشكل كبير في تلك المرحلة، ليستطيع ممارسة العديد من الأنشطة، مثل القفز بكلتا قدميه عن الأرض عدة قفزات متتالية، والجري، وصعود الدرج دون الحاجة إلى الاستناد على شيء، والقفز إلى الأمام لمسافة مناسبة، ولعب كرة القدم بسهولة.

6- التطور الحركي من 3 سنوات إلى 5 سنوات

ينتقل الطفل في تلك المرحلة من الحركة البسيطة، إلى القدرة على إتقان الحركات المنظمة، وممارسة العديد من الأنشطة الرياضية، فتشمل التطورات الحركية:

المهارت الدقيقة

يتمكن الطفل من ممارسة العديد من الأنشطة الحياتية المعتمدة على عضلاته الدقيقة، مثل:

  • فك الأزرار وقفلها
  • ربط الحذاء بسهولة
  • تعلم وممارسة الكتابة
  • الرسم والتلوين

ويمكنكِ تنمية مهاراته الحركية الدقيقة في تلك المرحلة عن طريق ممارسة ألعاب المهارات الحركية الدقيقة في منهج المنتسوري.

الحركات الإجمالية

تقوى عضلات الطفل في تلك المرحلة، ويشتد عوده، فيستطيع التوازن على قدم واحدة لبضع ثوان، وركوب الدراجة ثلاثية العجلات، والركض، والقفز، والتسلق بشكل جيد.

وفي نهاية العام الخامس يتمكن من التزلج، وركوب الدراجات دون الحاجة للدعم، والقفز على قدم واحدة بمهارة، مما يؤهله لممارسة العديد من الأنشطة الرياضية، مثل: الجمباز، وكرة القدم.

والآن بعد أن عرفتِ مراحل تطور حركة الطفل من الميلاد وحتى عمر الـ 5 سنوات؛ كيف تساعدين طفلك في تطوير مهاراته الحركية؟

كيف تساعدين طفلك على تطوير مهاراته الحركية؟

لمساعدة طفلكِ على تطوير مهاراته الحركية بشكل أفضل؛ يمكنكِ اتباع النصائح التالية:

  1. وفري لطفلك مساحة آمنة للتحرك، سيحفزه ذلك على الحركة واللعب بنشاط دون الخوف من الإصابة.
  2. شجعيه على التحرك واللعب من خلال مشاركته بعض الألعاب الحركية.
  3. كوني قدوة جيدة له من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية، أو حتى التمرينات البسيطة.
  4. أعدي بيئة طفلك بالألعاب المناسبة لتنمية مهاراته الحركية الدقيقة، مثل: ألعاب المكعبات، وغيرها.
  5. اشتري له الألعاب التي تساعده على تنمية المهارات الحركية الإجمالية، مثل كرة القدم، واشتركي له في نادٍ رياضي.
  6. راقبي حركة طفلك بانتظام وقارنيها بمراحل تطور حركة الطفل، وإذا لاحظتِ أي تأخير في نمو مهاراته الحركية؛ تحدثي إلى طبيب متخصص.

ومع النصائح السابقة؛ احرصي على دمج طفلك داخل محيطٍ مناسب من الأطفال في نفس عمره، إذ سيحفزه هذا على الحركة واللعب معهم، ومن ثم تنمية مهاراته الحركية.

في النهاية، الحركة هي الحياة لطفلك، فهي ضرورية لنموه النفسي، والجسدي، والصحي، وتطور مهاراته الاجتماعية، لذا لا بد من متابعة مراحل تطور حركة الطفل باستمرار، والتأكد من عدم تأخره عن أقرانه، مع الحرص على تنمية مهاراته الحركية باستمرار حتى تحافظين على صحة عضلاته، وقوة أعصابه.

 

اقرأ أيضًا: قائمة بأفضل 10 ألعاب حركية للأطفال عمر ٦ سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *