كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف

كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف..

ينتقل الطفل في عمر السنتين من الاندماج التام في شخصية الأم، إلى مرحلة البحث عن الذات، ومحاولة الاستقلالية، وقد يظهر العناد والعصبية كوسيلة للتعبير عن احتياجاته وفهم العالم من حوله في تلك المرحلة.

ولا يعد العناد في تلك الحالة مشكلة سلوكية، بل هو مرحلة طبيعية يمر بها جميع الأطفال، وعلامة على نموهم العقلي والإدراكي، وتطور تفكيرهم.

مع ذلك فالتعامل الخاطيء في تلك المرحلة قد يحول العناد من حالة مؤقتة إلى سلوك ثابت ومستمر، فكيف تتجنب ذلك، وما كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف؟

هذا ما سنوضحه في المقال، لكن لنبدأ أولًا بالتعرف على مرحلة العناد وأهميتها لتطور الطفل.

مرحلة العناد وأهميتها لتطور الطفل

تبدأ مرحلة العناد عند الطفل بعد عمر العام، وتستمر حتى أربعة سنوات أو أكثر قليلًا، وتسمى أيضًا بالمراهقة الصغرى، ولا يعد العناد في هذا السن مشكلة سلوكية، بل هو تصرفٌ طبيعيٌ، ومؤشر على سلامة صحة طفلك النفسية، وضرورة لنمو إدراكه، وتطور مهاراته.

إذ يساعد الطفلَ على تنمية خمس مهارات أساسية في تلك المرحلة، وهي:

1- الاستقلالية

فبعد الولادة تكون شخصية الطفل مندمجة بشكل تامٍ في شخصية الأم، ومع تطوره ينفصل تدريجيًا عنها، والعناد هو بداية ذلك الانفصال، حتى تتكون شخصية الطفل المستقلة.

2- الاعتماد على الذات

الاعتماد على النفس يشعر الطفل بالإنجاز، ويهيئه لتحمل المسؤولية في المستقبل، والعناد هو الخطوة الأولى لاعتماد الطفل على ذاته، من خلال رفضه الاعتماد التام على الأم، ومحاولته إنجاز بعض المهام البسيطة بنفسه، مثل: الأكل، والشرب بنفسه، وارتداء ملابسه، والنزول من سريره، وغير ذلك.

3- المبادرة

يبدأ الطفل في اختبار قدراته بعد عمر السنتين، ويرى أنه يستطيع، فيحاول ويبادر في العديد من الأفعال المختلفة، مثل إخراج الأطعمة من الثلاجة، وتفريغ الخزانة من الملابس، وغير ذلك من الأفعال التي يراها الطفل مبادرة ولكنها تزعج الأم وتراها مشاغبة وعنادًا.

4- بناء الذات

يحاول الطفل في تلك المرحلة بناء شخصيته المنفردة عن الأم، فيكثر من ترديد كلمة “لا” كطريقة للتعبير عن إرادته الحرة وذاته المنفصلة، فتراها الأم عنادًا بينما هي وسيلته لبناء شخصيته.

5- مهارة التفكير

التفكير هو المهارة الأساسية التي تقود طفلك لبناء كل المهارات الأخرى، وتجربة كل جديد، فلولا أنه بدأ يفكر لما ظهرت الأربعة مهارات السابقة.

وعلى الرغم من أهمية مرحلة العناد لبناء شخصية الطفل؛ إلا أنها تمثل ضغطًا نفسيًا على الأم، وتؤثر سلبًا على هدوئها، وتثير قلقها ومخاوفها بشأن التعامل مع طفلها في تلك المرحلة، فما كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف؟

كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف

يستلزم العناد في عمر السنتين والنصف تعاملًا خاصًا من الأبوين مع الطفل، حتى تمر تلك المرحلة بسلام، ولا يتحول العناد إلى سلوك دائم ينغص حياة الطفل والأبوين.

فما كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف؟ إليك بعض النصائح والخطوات للتعامل الصحيح:

1- اهتم بالتواصل البصري

اعط طفلك الاهتمام الكافي وأنت تتعامل معه أثناء نوبة عناده، وانزل لمستوى جسده، وتواصل معه بصريًّا، واستمع له بشكل كامل قبل أن تتخذ أي إجراء معه، وحافظ على هدوءك، سيحد ذلك من غضب طفلك، ويشعره أنك تهتم برأيه، مما يقلل عناده.

2- شتت انتباهه

إذا أصر الطفل على طلب ما وبدأ في الصراخ والبكاء؛ فلا تسارع لتنفيذ طلبه حتى يتوقف، لكن حاول صرف انتباهه بأي شيئٍ آخر، خاصة في السن الصغيرة، إذ يسهل تشتيت انتباه الطفل وينسى سريعًا.

ويعد تشتيت الانتباه من أفضل الخطوات لكيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف.

3- التزم معه بأدب الحوار

الأطفال كالورقة البيضاء، ما تكتبه عليها اليوم؛ تجده غدًا، فهو يقلد كل كلمة يسمعها وكل فعلٍ يراه، لذا احرص على أن تتعامل معه بالطريقة التي تريده أن يصبح عليها.

علمه أدب الحوار بطريقةٍ عملية، وتعامل معه كأنه رجلٌ راشدٌ يجب توقيره، فإذا طلبت منه شيئًا فقل: بعد إذنك، وإذا لبى طلبك؛ فاشكره، وإذا أسأت إليه؛ فاعتذر.

لا تقلل هذه الأفعال من علاقة الوالدية، بل تؤثر على علاقتكما بالإيجاب، وتدفع الطفل لتقليدك فيكون بارًا ورحيمًا بك حتى في الخلافات، إلى جانب أنها تحد من مشكلة العناد.

4- نسق مع الأم

التربية عمل جماعي، وتستلزم التنسيق بين الأب والأم واتفاقهما على نهجٍ واحد لتربية أبنائهما، ويشمل ذلك الاتفاق على:

  • الممنوع والمسموح به في البيت.
  • إجاباتٍ محددةٍ على أسئلة الطفل.
  • طريقة الثواب والعقاب.
  • ردود واحدةٍعلى طلباته.

وغير ذلك من الأمور الأخرى الواجب الاتفاق عليها، فلا ينبغي أن يطلب الطفل من الأم فترفض، ثم يطلب نفس الشيئ من الأب فيوافق، أو العكس، إذ يدفعه هذا إلى العناد معكما، ومعارضة أوامركما، أو الأسوء؛ استغلال اختلافكما لصالحه.

وتذكر دائمًا أن التنسيق بين الأبوين حول كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف ضروريٌ في التربية، فيجب أن يكون بينكما اتفاق مسبقٌ على كل ما يخص الطفل، إذ لو كان كلامكما وأوامركما متناقضة فأيٌّ منكما سيتبعه الطفلُ؟!

5- أظهر الحزن

يتأثر الأطفال بالمشاعر جدًا، ويمكن استخدام ذلك كوسيلة تربوية للتأثير عليهم، فإذا عاندك طفلك أظهر حزنك من ذلك الفعل، لكن احذر من الغضب والانفعال عليه حتى لا تتسبب برد فعلٍ عكسيٍّ.

على الأم أن يتفاعل معك أيضًا، وتحث الطفل على مصالحتك والاعتذار إليك، يغرس هذا قيمة الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه لدى الطفل.

6- قدم له خيارات محددة

إذا أردت من طفلك فعل شيء ما فقدم له عددًا من البدائل ليختار من بينها، فمثلًا إن أردت منه تغيير ملابسه؛ فخيِّره بين قميصين ليختار من بينهما بدلًا من إجباره على قميص محدد.

إذ يعطيه هذا إحساسًا بالاختيار والتحكم، وبالتالي يقلل من احتمالية رفضه وعناده.

كانت هذه أبرز الخطوات لـكيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف، ومع الخطوات السابقة يجب أن تحافظ على هدوءك وتتحلى بالصبر مع طفلك، ولا تناطحه أو تعند أمامه، حتى تمر تلك المرحلة بسلام.

الخلاصة

يقلق العديد من الآباء بسبب عناد أطفالهم، وقد يتخذون ردود أفعال خاطئة أثناء سعيهم لعلاج تلك المشكلة، غير مدركين توابع التعامل الخاطي معها.

فإن كنت تتسائل عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف؛ فاعلم أن العناد ليس مشكلة سلوكية دائمًا بل ربما كان دافعًا لبناء شخصية استثنائية للطفل، كل ما عليك هو التأني والصبر في معرفة أسبابه، والحكمة في التعامل مع طفلك العنيد، حينها ستحصد أجمل ثمرةٍ لما زرعته يداك.

اقرأ أيضًا: مشكلة العناد عند الأطفال و8 خطوات للتعامل مع الطفل العنيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *