علامات ذكاء الطفل عمر سنتين

هل الذكاء موروثٌ أم مكتسب؟ وما علامات ذكاء الطفل عمر سنتين؟

يتمتع معظم البشر بمعدلات ذكاء متوسطة، تساعدهم على العيش والتطور بشكل طبيعي، ولكن من بين مليارات البشر يتسم قلة قليلة بالعبقرية وشدة الذكاء!

وتظهر علامات ذلك الذكاء مبكرًا جدًا، فلمعة العين، وسرعة البديهة، والفضول وحب الاستكشاف كلها دلائل على ذكاء طفلك.

ولكن كيف تقيسين ذكاء طفلك، وهل يوجد علامات تدل عليه؟

لكل شيءٍ علامة يعرف بها، والذكاء وإن كان خفيًا مستترًا؛ فعلاماته ظاهرة، وسنذكر في مقالنا أبرز علامات ذكاء الطفل عمر سنتين، ونشارك معك عددًا من الخطوات الضرورية لتنمية ذكائه؛ لكن لنطرح سؤالنا أولًا: هل الذكاء مكتسب أم موروث من الأهل؟

هل الذكاء جينيٌّ أم مكتسب؟

الذكاء سمة معقدة جدًا، يصعب معرفة أسبابه بشكل محدد، مع ذلك تشير بعض الأبحاث إلى أنه يتأثر بكل من العوامل الوراثية والبيئية.

فالجينات لها دورٌ رئيسيٌ في معدل الذكاء، إذ يؤثر كروموسوم X على نمو الدماغ وتطوره، وبالتالي معدل الذكاء والنباهة، وقد وجدت بعض الدراسات أن التوائم المتطابقة الذين يتشاركون نفس الجينات، لديهم مستويات ذكاء متشابهة بشكل ملحوظ، حتى لو تم تربيتهم في بيئات مختلفة.

ولا يعني ذلك اقتصار أسباب الذكاء على الوراثة فقط، بل تلعب البيئة أيضًا دورًا مهمًا في تنمية ذكاء الطفل، فالأطفال الذين ينشؤون في بيئات مفتوحة، ومجهزة بوسائل التعلم والمعرفة؛ ينمو ذكاؤهم بشكل أفضل من غيرهم.

وبالتالي فإن الذكاء ينتج عن مزيج من العوامل الجينية والبيئية، فالجينات تحدد الإمكانات الأساسية للذكاء، بينما توفر البيئة الفرصة لنموه.

وبما أن الذكاء جزء كبير منه موروث؛ فما علامات ذكاء الطفل عمر سنتين؟

علامات ذكاء الطفل عمر سنتين

تختلف أنواع الذكاء ما بين ذكاء لغوي، وحركي، ومنطقي، ورياضي، وغير ذلك، ولكن يجمع بينها سمات مشتركة، إن توفرت في طفلك دلت على ارتفاع معدل إدراكه، وعبقريته، ومن بين تلك العلامات:

1- قوة الذاكرة

تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص ذوو الذكاء العالي لديهم ذاكرة أفضل من أقرانهم أصحاب الذكاء المتوسط أو المنخفض، فيستطيعون الاحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول، ومن ثم استرجاعها بشكل أكثر دقة عند الحاجة إليها.

وبالتالي تكون قدرتهم أعلى في التعلم، وحل المشكلات، والتفكير التحليلي بناءً على المعلومات التي يخزنونها في ذاكرتهم، مما يجعل قوة الذاكرة أحد أبرز علامات ذكاء الطفل عمر سنتين.

والذاكرة هنا لا تقتصر على حفظ وتخزين المعلومات المجردة فقط، بل قد تكون ذاكرة حركية، أو لغوية، أو غير ذلك.

2- الفضول وحب الاستكشاف

يعد الفضول وحب الاستكشاف من علامات ذكاء الطفل عمر سنتين، إذ يدفعه إلى تعلم أشياء جديدة، والبحث باستمرار عن التحديات الفكرية، إلى جانب طرح الأسئلة ومحاولة فهم العالم من حوله، مما ينمي إدراكه، ويجعله أكثر وعيًا ومعرفة من أقرانه.

وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص ذوي الذكاء العالي أكثر فضولًا من الأشخاص ذوي الذكاء المتوسط أو المنخفض، لذا لا تتذمري من أسئلة طفلك الكثيرة، إذ هي علامة على نبوغه، وطريقة لتنمية ذكائه.

3- السعي للتطوير المستمر

يميل الأطفال الأذكياء إلى وضع معايير عالية لأنفسهم، فلا يرضون بالحد الأدنى من أي شيء، بل يتطلعون إلى الأفضل دائمًا، ولديهم حاجة غريزية للتحسين والتطوير في المجالات التي تهمهم.

فمثلًا؛ لن يكتفي رضيعك الذكي بممارسة الأنشطة والألعاب اليومية كما علمته إياها، بل سيحاول ابتكار ألعاب مختلفة من نفس الأداة إن تركت له حرية اللعب، فيكبر وقد اعتاد على التطوير والابتكار.

4- سرعة البديهة

تعد سرعة البديهة إحدى علامات ذكاء الطفل عمر سنتين، فالأطفال سريعو البديهة قادرون على التفكير بسرعة، وحل المشكلات بشكل إبداعي، إلى جانب أنهم أكثر قدرة على تكوين روابط بين المعلومات المختلفة، مما يساعدهم على فهم العالم من حولهم بشكل أفضل.

وقد أكدت العديد من الدراسات ارتباط سرعة البديهة بالذكاء، ففي دراسة أجريت عام 2015 وجد الباحثون أن الأطفال الذين لديهم سرعة بديهة عالية يحققون درجات أعلى في الاختبارات المعرفية، واختبارات الذكاء.

5- زيادة الوعي والإدراك

في هذه المرحلة العمرية المبكرة تتطور القدرات العقلية والإدراكية للطفل بشكل كبير، ويكون إدراك العباقرة والأذكياء أكبر.

فقد تجد حصيلة طفلك اللغوية أكبر بكثير من أقرانه، وقد يكون ذكاؤه الاجتماعي، أو العاطفي أكبر، ويبدع بعض الأطفال في حل المشكلات البسيطة، وفهم العلاقات بين الأشياء، فيزداد فهمه لما حوله، ويتفاعل معه، وكل العناصر السابقة من علامات ذكاء الطفل عمر سنتين.

تدل العلامات السابقة على ذكاء طفلك الصغير، مع ذلك فإهمال الطفل ووضعه في بيئة غير مناسبة أو مغلقة قد يقلل من معدل ذكائه مع الوقت، فكما قلنا سابقًا: ينتج الذكاء عن مزيج من الجينات والبيئة، فكيف تنمي ذكاء طفلك؟

كيف تنمي ذكاء طفلك في عمر السنتين؟

يرجع الذكاء بشكل كبير إلى العوامل الوراثية، لكن الجينات وحدها ليست كافية للحفاظ على معدل الذكاء، أو زيادته، بل يلزم معها اتباع العديد من الخطوات العملية للحفاظ عليه، ومن بينها:

1- توفير البيئة الملائمة

والبيئة هنا تشمل المنزل، والألعاب والأدوات المتوفرة به، بالإضافة إلى أنها تشمل المكان الذي تعيش فيه وطبيعته، فيفضل أن يعيش الطفل في بيئة تميل إلى الطبيعة أكثر، فيرى ضوء الشمس كل صباح، ويحاط بالأشجار والزرع الأخضر، ويتعامل مع الحيوانات عن قرب، فينمو ذكاؤه وإدراكه في بيئة صحية طبيعية.

إلى جانب أهمية ممارسة الأنشطة الحسية، والعقلية لتنمي قدراته بشكل منهجي ومدروس، ومن أمثلة ذلك أنشطة وألعاب منتسوري للأطفال.

فإن لم تستطيعي توفير تلك البيئة لطفلك؛ فاستعيني بالأدوات المتوفرة لكِ، وأكثري من جولات الطبيعة ليتعرف على الأشياء المحيطة من زرع، وحيوانات، وغير ذلك بشكل أقرب، وأعمق.

2- تشجيع الطفل على الاستكشاف والتجربة

يتعلم الطفل وينمي مهاراته وذكائه داخل البيئات المفتوحة أكثر، إذ تسمح له بالاستكشاف، والتجربة، لذا حاولي قدر الإمكان ترك مساحة من الحرية لطفلك داخل المنزل، حتى يستكشفه على مهل، ودون قيود.

فلا تسئمي من فتحه للخزانات، أو تقيدي حركته بغلق الأبواب وحبسه في مساحة صغيرة، إذ إن الاستكشاف والحرية داخل المنزل يقدم للطفل ما لا تقدمه له عشرات المناهج التعليمية، فالاستكشاف بوابة العبقرية والتطوير.

3- التحدث مع الطفل

تحدثي مع طفلك باستمرار، واحكِ له القصص، وشاركي معه أحداث يومك، إذ سيساعد هذا على زيادة انتباهه، وزيادة حصيلته اللغوية، وتوسيع مداركه، وكلها علامات على ذكاء الطفل.

بالإضافة إلى أن العلاقة العاطفية الجيدة مع الطفل تساعد على تنمية ذكائه، وهذا ما سيعززه تواصلك وحديثك اليومي معه، لكن احرصي أن يكون حديثك دافئًا يحمل عاطفتك ومشاعرك الإيجابية بين طياته، وليس حديثًا روتينيًا مملًا كأنه واجب ثقيل.

4- منع الأجهزة الإلكترونية

آفة الشاشات والأجهزة الإلكترونية أنها تجعل الطفل متلقٍ دون مشاركة، يأخذ ولا يعطي ولا يتفاعل، مما يعرقل ذكاءه، ويقلل مستوى قدراته ومهاراته مع الوقت.

لذا احرصي على منع الشاشات تمامًا، واستبدليها باللعب الحر مع طفلك، أو بـأنشطة المنتسوري، أو حتى بالقراءة، أو جولات الطبيعة.

5- التغذية البصرية والسمعية

الحواس هي نافذة العقل التي يتعرف من خلالها على العالم، فعقل طفلك رهين بما يراه ويسمعه ويحسه من حوله، وكلما زادت العناصر الطبيعية المعروضة أمامه؛ اتسع إدراكه ونمى عقله.

وأكثر ما يفيدك في ذلك جولات الطبيعية، وزيارة الأماكن المتسمة بالطابع الريفي، إذ تمكنه من رؤية الحيوانات والنباتات عن قرب، ولمسها والتعرف عليها.

ولكن لا تجعلي جولاتك تتسم بالسطحية، بل حددي هدفًا لكل جولة، وركزي عليه، واحرصي على أن يتعلم طفلك في كل مرة شيئًا جديدًا.

فمثلًا: عرفيه أول مرة على الحيوانات، والطيور بمسمياتها، وفي الجولة الثانية فرقي بين الأليف والمفترس من الحيوانات، والجارح من الطيور، وهكذا، لتكون كل جولة إضافة جديدة لعقل طفلك.

6- الطعام الصحي

تؤثر نوعية الطعام ودرجة توازنه بشكل مباشر على أداء المخ، وبالتالي على درجة ذكاء الطفل وقوة ذاكرته، وقد نشرت العديد من الأبحاث والتقارير المؤيدة لذلك.

لذا احرصي على تقديم طعام صحي ومتوازن لطفلك، ويمكنك الاطلاع على مقالنا: الطعام الصحي للأطفال| تغذية متوازنة لجسد قوي وعقل سليم، لمعرفة المكونات الأساسية للوجبة الصحية المتكاملة.

الخلاصة

الذكاء هبة ربانية، لكننا بتصرفاتنا مع الطفل قد ننميه أو نهدمه من الأساس، فكلما اقترب الطفل من الطبيعة أكثر؛ زاد ذكاؤه، والطبيعة هنا تشمل البيئة والمحسوسات من حوله، وتشمل كذلك الطعام الصحي في صورته الطبيعية بعيدا عن المواد الحافظة والمصنعات.

والآن بعد أن عرفتِ علامات ذكاء الطفل عمر سنتين؛ احرصي على تنمية ذكائه من خلال التعرف على البيئة من حوله، واستكشافها بكل حواسه، بالإضافة إلى منع تعرضه للشاشات، وتغذيته بشكل صحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *