طرق العقاب السليمة للاطفال

تقوم التربية السليمة على الموازنة بين الثواب والعقاب؛ ولا نعني بالعقاب هنا الإيذاء النفسي أو الجسدي، بل استخدام طرق العقاب السليمة للاطفال، وذلك لتقويمهم وتعليمهم الصواب من الخطأ، مما يؤثر بشكل إيجابي على تطور شخصيتهم.

مع ذلك؛ فبعض طرق العقاب العقاب الإيجابي لا يؤتي ثماره المطلوبة في عملية التربية، فكيف نتجنب ذلك؟

هذا ما نوضحه لك في المقال، ونشارك معك طرق العقاب السليمة للطفل، وماذا نفعل قبل أن نعاقبه، فتابع معنا.

ماذا نفعل قبل أن نعاقب الطفل؟

العقاب أحد وسائل التربية والتقويم، لكن حتى تؤتي هذه الوسيلة ثمارها؛ لا بد أن تسبقها خطوات أخرى، أهمها:

التأكيد على الحب

عبر لطفلك عن مشاعرك تجاهه دائمًا، وأكد على حبك غير المشروط له، واجعله يفهم أن العقاب موجه للسلوك السيء وليس لشخصه، ردد أمامه قبل أن تعاقبه: “أنا أحبك دائمًا ولكن هذا التصرف سيءٌ فلا تكرره”

تعليم الطفل الصواب والخطأ

التعليم يأتي قبل التقويم دائمًا، فلا بد أن نشرح للطفل الفعل الصحيح والفعل الخاطئ قبل أن نحاسبه، ولا نعاقبه في المرة الأولى لارتكاب الخطأ، بل نصبر عليه ونكرر التوجيه والتعليم مرارًا، ونجعل العقاب آخر وسيلة نلجأ إليها.

الاستماع للطفل وفهم دوافعه

ينبغي أن نستمع للطفل، وننتبه لتصرفاته ونسأله عن أسبابها، فقد يكون سبب تصرفه الخاطئ مشاعر سلبية، مثل: الغيرة، أو الغضب من بعض الأشخاص، حينها يجب أن نوجه مشاعره بشكل صحيح، ونعلمه كيف يتحكم بها.

وقد تكون تصرفاته الخاطئة غير مقصودة أيضًا، وعقابه في تلك الحالة دون الاستماع له سيأثر سلبًا عليه.

مدح الإيجابيات

كآباء؛ غالبًا ما نركز على السلوك السيئ لأطفالنا ونتحدث عنه، في حين لا نلقي اهتمامًا كبيرًا بمدح السلوكيات الإيجابية، مما قد يلجئ الأطفال لاتخاذ السلوك السلبي كطريقة لجذب انتباهنا.

لذا احرص على مدح أي فعل إيجابي يقوم به طفلك -مهما كان صغيرًا-، سيجعله هذا أكثر انضباطًا حتى يرضيك ويستجلب مدحك.

إعطاء أوامر واضحة

اجعل أوامرك لطفلك مباشرة قدر الإمكان، حدد ما تريده منه بالضبط وصغه في أفعال واضحة.

على سبيل المثال: بدلًا من أن تقول لطفلك “نظف الفوضى من المكان”؛ قل له “اجمع ألعابك” أو “رتب سريرك”.

إذ إن طبيعة الأطفال المباشرة قد لا تستوعب الأوامر غير الواضحة.

الواقعية في التوقعات

لا تبالغ في توقعاتك تجاه أطفالك، فلا تطلب منهم ما لا يستطيعون فعله أو يشق عليهم، بل اجعل طلباتك واقعية ومناسبة لأعمارهم.

فمثلًا: إذا كان عمر طفلك في الثالثة؛ فتوقعك أن يظل هادئًا وساكنًا طوال اليوم غير منطقي، بينما إذا كان في العاشرة فحينها قد يكون الأمر قابلًا للتنفيذ.

كذلك تختلف قدرات الأطفال عن بعضهم، فلا تضع توقعات أكبر من قدرات طفلك، ولا تلزمه بما لا يطيق، وتذكر أنك إذا طلبت المستحيل من طفلك؛ فسيفشل بالتأكيد!

توضيح العواقب

توضيح العواقب جزء مهم من التربية، وطريقة فعالة لتعليم أطفالنا تحمل المسؤولية، لذا امنح طفلك فرصة لفعل الشيء الصحيح من خلال شرح عواقب سلوكه السيئ.

على سبيل المثال: إذا كنت تريد أن يذاكر طفلك دروسه قل له إذا لم تنهِ مذاكرتك؛ فلن تشاهد التلفاز ليوم
كامل.

سيمنحه ذلك التحذير فرصة لتغيير سلوكه، وفعل الصواب، وفي تلك الحالة إذا لم ينفذ طلبك؛ فلا تتراجع عن العقاب، حتى لا يعتاد الطفل ويتبنى السلوك السيء مستقبلًا.

أما إذا نفذ الطلب؛ فكافئه على ذلك، وامدح سلوكه الإيجابي.

في حالة كنت تتبنى الخطوات السابقة مع طفلك بالفعل؛ فكيف تعاقبه إذا أخطأ، وما طرق العقاب السليمة للاطفال؟

طرق العقاب السليمة للاطفال

طرق العقاب السليمة للاطفال

يتوجب علينا كآباء أن نضع قواعد وحدود لأطفالنا، ونحدد طرق العقاب السليمة للاطفال إذا خالفوا تلك القواعد والحدود، فيكون العقاب حينها وسيلة للتربية والتقويم، وليس لإلحاق الأذى والألم بالطفل.

وحتى يأتي العقاب بأثره الإيجابي في تربية الطفل؛ ينبغي أن يكون عقابًا هادفًا وإيجابيًا، غرضه التأديب والتقويم لا الكسر، ومن أمثلة طرق العقاب السليمة للاطفال:

العزلة المؤقتة

يمكن تطبيق تلك العقوبة على الطفل بدءًا من عمر ثلاثة سنوات فأكثر، وذلك بأن تفرض عليه الجلوس وحيدًا لفترة محددة، على سبيل المثال: الجلوس بغرفته لمدة ساعتين.

وتعد تلك الطريقة إحدى طرق العقاب السليمة للاطفال، لأنها توفر لهم مساحة هادئة للتفكير في أفعالهم.

لكن عند استخدام تلك الطريقة للعقاب من المهم مراعاة أن لا يزيد وقت العزلة عن ضعف سن الطفل بالدقائق، فمثلًا: إذا كان عمر طفلك 4 سنوات، فينبغي ألا تعزله لأكثر من 8 دقائق.

من المهم أيضًا وضع قواعد واضحة لوقت العزلة، وذلك بتحديد المسموحات والممنوعات، بما في ذلك التلفاز، والهاتف، والألعاب، وغير ذلك.

فقدان الامتيازات

يعد انتزاع الامتيازات أحد طرق العقاب السليمة للاطفال أيضًا، وذلك بأن تقابل بعض السلوكيات السلبية لطفلك بمنع ميزة يحبها كعقاب له.

على سبيل المثال:

  • منع استخدام الشاشات.
  • منعه من بعض ألعابه المفضلة لفترة محددة.
  • حرمانه من الخروج، أو ممارسة نشاط يحبه -لفترة محددة-.

يمكن أن يكون فقدان الامتياز حافزًا قويًا للأطفال لتحسين سلوكهم، لكن تأكد من ربط تلك العقوبة بالسلوك السلبي، ووضح ذلك لطفلك، حتى لا يظن أن المنع بدون سبب.

العواقب المنطقية

العواقب المنطقية هي العقوبات التي ترتبط مباشرة بسلوك الطفل، وذلك بأن تضع قواعد في المنزل تتضمن عقوبات محددة لبعض الأفعال.

على سبيل المثال: وضع قاعدة بالمنزل تتضمن أنه إذا كسر الطفل لعبة ما لأحد إخوته -عامدًا-؛ ففي تلك الحالة يجب عليه توفير ما يكفي من المال لشراء لعبة جديدة.

تعد هذه إحدى طرق العقاب السليمة للاطفال، إذ تساعدهم على فهم عواقب أفعالهم، وتعلمهم تحمل المسؤولية.

اختيار العقوبة

يعد أسلوب اختيار العقوبة واحدًا من طرق العقاب السليمة للاطفال، وذلك بأن تطلب من طفلك أن يفكر في عدد من العقوبات المختلفة، ومن ثم تختار إحداها لتنفذها، أو العكس، بأن تعرض أنت على طفلك أكثر من عقوبة يختار من بينهم واحدة لينفذها.

تقديم الاعتذار

لا تعد تلك طريقة عقاب بالمعنى المعروف، لكنها تكون مناسبة في بعض المواقف، وذلك بأن يعتذر الطفل عن خطئه لمن أساء إليه، يعلمه ذلك قيمة الاعتراف بالخطأ، ويرسخ في ذهنه أهمية مراعاة الآخر وتقدير مشاعره، مما يجعلها واحدة من طرق العقاب السليمة للاطفال.

كذلك على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة في هذا السلوك، فإذا أخطأ أحدهما إلى الطفل؛ فلا بد أن يعتذر إليه.

كانت هذه أبرز طرق العقاب السليمة للاطفال، لكن هل العقاب وحده يكفي لتقويم طفلك؟

لا يكفي أن تستخدم العقاب وحده كطريقة للتقويم، بل يحتاج إلى مراعاة عدد من العوامل الأخرى معه حتى يؤتي ثماره في التربية، فما هي تلك العوامل؟

6 عوامل يجب مراعاتها عند معاقبة الطفل

6عوامل يجب مراعاتها عند معاقبة الطفل

انتبه عند معاقبه طفلك، واحرص على مراعاة تلك العوامل حتى يؤتي العقاب ثماره المرجوة في التربية:

1- لا تؤخر العقاب كثيرًا

اجعل العقاب بعد السلوك السيء مباشرةً، أو بعده بفترة قصيرة، فإذا طالت المدة بين الخطأ والعقوبة؛ فلن يكون للعقوبة معنى.

2- وضح سبب العقاب

اشرح لطفلك السبب الذي يعاقب من أجله، فذلك أدعى أن لا يكرره ثانية، إلى جانب أن معرفة السبب حق أساسي له، فمن الظلم أن تعاقبه على شيء لا يعرفه.

3- أوقع عقوبة عادلة

اجعل درجة العقاب مناسبة لنوع السلوك، فليس من العدل أن تعزل طفلك يومًا كاملًا لأنه لم يرتب غرفته! بمعنى أوضح لا تجعل العقاب أقسى من فعل الطفل، وكذلك لا تجعله أهون بكثير من الفعل.

4- تجنب المصطلحات السلبية

لا تستخدم عبارات سلبية، ولا تقارن طفلك بغيره، حتى لا تضعف ثقته بنفسه، أو تسبب له مشاكل نفسية عميقة.

5- حافظ على الخصوصية

حافظ على خصوصية طفلك ولا تعاقبه أمام أحد آخر حتى لو كانوا إخوته، إذ إن ذلك قد يقلل من احترامه لذاته، ويؤثر عليه نفسيًا.

6- احذر الضرب المبرح

احذر الضرب المبرح؛ فرغم أن الضرب الخفيف قد يكون العقاب الأنسب في بعض الحالات؛ إلا أن استخدامه دون داعٍ سيفقده قيمته وقت الحاجة، إلى جانب أن استخدام الضرب بشكل دائم تجاه أي سلوك سيعطي نتائج مؤقتة، ويترك آثارًا نفسية سيئة على الطفل، ويؤثر على علاقته بك ويزيد الفجوة بينكما مع الوقت.

وأخيرًا، كوالدين فأنتما صمام الأمان لطفلكما، وبوابته للحياة، فلا تخونا ثقته وتجعلاه متنفسا لكما تفرغان فيه ضغوطات الحياة، ولا نعني بذلك ترك العقاب بالكلية، بل يجب الموازنة بين الثواب والعقاب، مع ضرورة استخدام طرق العقاب السليمة للاطفال، والبعد عن الطرق السلبية للعقاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *