حساسية الالبان عند حديثي الولادة

تنتشر حساسية الالبان عند حديثي الولادة، إذ يعاني منها حوالي 2% من الأطفال الرضع حول العالم، وتختفي تلك الحساسية تلقائيًا لدى أكثر من 70% من الحالات في السنوات الأولى من عمرهم، وتعد من أكثر أنواع حساسيات الطعام انتشارًا بين الأطفال.

ويساعد الاكتشاف المبكر لها على التعامل الصحيح مع الطفل المصاب، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي سليم يقيه من أعراضها، فكيف تكتشفها مبكرًا، وما أبرز أعراضها، وطرق علاجها؟

نجيبك داخل المقال على الأسئلة السابقة، ونمدك بدليل شامل حول حساسية الالبان عند حديثي الولادة، فتابعي معنا.

ما هي حساسية الألبان وما أسبابها؟

حساسية الألبان هي استجابة غير طبيعية من الجهاز المناعي تجاه البروتينات الموجودة في منتجات الألبان، خاصة اللبن البقري.

وتحدث تلك الحساسية نتيجة خلل في الجهاز المناعي للمصاب، إذ يتعرف على بروتينات الحليب على أنها أجسام ضارة، ويطلق مجموعة من الأجسام المضادة لمهاجمتها، مما يتسبب في حدوث أعراض سلبية قد تكون خفيفة مثل الغثيان، والقيء، أو خطيرة مثل ضيق التنفس.

وأشهر أسباب حساسية الالبان عند حديثي الولادة:

وجود نقص في الإنزيمات الهضمية

إذ يعاني بعض الأطفال الرضع من نقص في الإنزيمات التي تساعد على هضم بروتينات الحليب بشكل صحيح، مما يؤدي إلى حدوث تفاعل مناعي غير ملائم.

انتقال البروتينات إلى الأمعاء

فقد تنتقل بعض بروتينات الحليب من حمض المعدة إلى الأمعاء الدقيقة للرضيع، مما يؤدي إلى تحفيز الجهاز المناعي وظهور أعراض الحساسية.

وتظهر حساسية الألبان -عادةً- في الأشهر الأولى من عمر الطفل عند تعرضه لأحد منتجات الألبان، أو تناول الأم لتلك المنتجات في حالة الرضاعة الطبيعية، وبالتالي يعاني الطفل المصاب من بعض الأعراض والتي قد تكون خفيفة، وقد تصل خطورتها إلى حد تهديد حياته، فما أبرز تلك الأعراض؟

أعراض حساسية الالبان عند حديثي الولادة

تتعدد اعراض حساسية الالبان عند الرضع وتختلف في شدتها وخطورتها من طفل لآخر، وقد تظهر بعد تناول الطفل للحليب مباشرة، أو بعدها بساعات.

وأبرز تلك الأعراض:

  • الإسهال
  • القيء
  • تورم الحلق واللسان
  • الانتفاخ وغازات البطن
  • الطفح الجلدي
  • الأرق وصعوبة النوم
  • ضيق التنفس

فإذا لاحظت أيًّا من تلك الأعراض على طفلك بعد الرضاعة، أو تناول الحليب؛ توجهي فورًا إلى الطبيب حتى تحصلي على التشخيص الصحيح لحالة طفلك، ومن ثَمَّ العلاج المناسب.

تشخيص وعلاج حساسية الالبان عند حديثي الولادة

تشخيص حساسية الالبان عند حديثي الولادة

حتى يستطيع الطبيب تشخيص طفلك سيطلب منك بعض المعلومات حول الأعراض التي تظهر عليه، وتوقيت حدوثها بعد تناول الألبان، وبعد ذلك سيجري له بعض الفحوصات للتأكد من صحة التشخيص، ومن بينها:

اختبار الجلد

يقوم الطبيب المختص بإجراء اختبار الجلد عن طريق إحداث جرح بسيط بجلد الطفل، ثم وضع قطرات صغيرة من مستخلص الحليب على الجرح، وإذا تورم أو ظهر عليه احمرار؛ فقد يشير ذلك إلى تحسس طفلك من الحليب.

اختبار الدم

في هذا الاختبار يأخذ الأخصائي عينة من دم الطفل المصاب، وذلك لفحصها في المختبر والتأكد من وجود الأجسام المضادة IgE أو IgG المرتبطة بالحليب، أو لا.

اختبار التحمل الغذائي

يتم إجراء اختبار تحمل غذائي تحت إشراف الطبيب المختص، من خلال إعطاء الطفل كميات صغيرة من الحليب لمراقبة وجود أي ردود فعل تحسسية تجاهه، مع زيادة الكمية تدريجيًا إذا لم يظهر أي تفاعل سلبي.

فإذا أظهرت الفحوصات إصابة طفلك بحساسية الألبان؛ فعلاجه الوحيد حينها تجنب تناول حليب الأبقار وجميع مشتقاته وأي طعام يحتوي عليه، مع تجنب الأم لتلك الأطعمة أيضًا في حالة الرضاعة الطبيعية.

لكن هل الرضاعة الطبيعية ممكنة للأطفال المصابين بحساسية الألبان؟

حساسية الألبان والرضاعة الطبيعية

يختلف مسبب حساسية الالبان عند حديثي الولادة، فقد يكون مصدرها حليب الأم، وقد يكون حليب الأبقار أو غيره، لذا حتى تستطيع وضع نظام غذائي مناسب يجب تحديد مصدر الحساسية بشكل دقيق، وهذا ما يساعدك به الطبيب المتخصص من خلال إجراء الفحوصات اللازمة.

وفي بعض الحالات يسمح الطبيب بالرضاعة الطبيعية مع وضع نظام غذائي خال من منتجات الألبان للأم، حتى يجنب الرضيع التعرض للحساسية.

مع ذلك فبعض الأطفال يتحسسون من الرضاعة الطبيعية أيضًا، وحينها يصف الطبيب بديلا صناعيًا خاليًا من بروتينات الحليب المسببة للحساسية.

يجب أيضًا التفرقة بين حساسية الالبان عند حديثي الولادة، وعدم تحمل اللاكتوز، إذ إن أعراضهما تتشابه بعض الشيء، لكن تختلف طرق علاجهما، فما هو الفرق بينهما؟

الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز

حساسية اللاكتوز هي حالة تحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز بشكل صحيح، واللاكتوز هو سكر طبيعي يوجد في الحليب ومشتقاته، ويحتاج الجسم إلى إنزيم يسمى اللاكتاز حتى يتمكن من هضمه.

وفي حالة الإصابة بحساسية اللاكتوز؛ يكون هناك نقص في اللاكتاز، مما يجعل الجسم غير قادر على هضم اللاكتوز بشكل صحيح، وبالتالي يتراكم اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة وممرات الجهاز الهضمي.

وعندما يتراكم اللاكتوز: تتمكن البكتيريا الطبيعية في الأمعاء من تخميره وتحويله إلى مركبات أخرى، مثل الأحماض العضوية، والغازات، وتتسبب تلك الغازات في العديد من الأعراض المعتادة لحساسية اللاكتوز، مثل:

  • المغص
  • انتفاخ البطن وتورمها.
  • غازات الأمعاء وزيادة التجشؤ.
  • الإسهال، وفي بعض الحالات الإمساك.

قد تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، وتعتمد على مدى نقص اللاكتاز، وكمية اللاكتوز المستهلكة.

بعد التعرف على حساسية اللاكتوز نجد أنها تختلف كثيرًا عن حساسية الألبان، إذ إن حساسية اللاكتوز ترتبط بنقص إنزيم اللاكتاز مما يؤثر على عملية الهضم، بينما تحدث حساسية الألبان نتيجة تفاعل الجهاز المناعي مع البروتينات في الحليب.

بالإضافة إلى أن الإصابة بحساسية الألبان تشيع بين الرضع بشكل أكبر، ويتعافى معظم الأطفال منها بعد عمر الرابعة، بينما تكون حساسية اللاكتوز أكثر شيوعًا بين كبار السن.

الخلاصة

تتجاوز نسبة الإصابة بحساسية الالبان عند حديثي الولادة 2%، وهي عبارة عن استجابة غير طبيعية من الجهاز المناعي تجاه البروتينات الموجودة في منتجات الألبان، خاصة اللبن البقري.

وعلاجها الوحيد هو تجنب منتجات الألبان، واتباع نظام غذائي خالٍ منها، مع ذلك فالرضاعة الطبيعية قد تكون ممكنة للكثير من الأطفال المصابين، ولكن بعد استشارة الطبيب المختص أولًا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *