يسعى كل أبوين لضمان مستقبل أبنائهم، وتوفير أفضل حياة لهم، ويبذلون في سبيل ذلك الكثير من الوقت والمال والجهد، لكن مع كل ذلك المجهود يغفل البعض عن تنمية مهارات الطفل الأساسية، ليكبر ويصطدم بالحياة فجأةً، دون تمهيد أو إعداد!
ولأن مسؤوليتك تجاه أبنائك تقتضي تعليمهم المهارات الحياتية اللازمة للتعايش؛ في هذا المقال نساعدك في التعرف على أهم أربعة مهارات تنميها عند طفلك، مع عرض بعض الأنشطة والخطوات اللازمة لذلك، فتابع معنا.
أهم 4 مهارات تنميها عند طفلك
تتعدد المهارات الحياتية الواجب تعليمها للأطفال وتنميتها عندهم، وأبرزها:
1- مهارة الاعتماد على النفس
تبدأ تنمية مهارات الطفل في الاعتماد على نفسه بعد إكماله 12 شهرًا، وتستمر حتى مرحلة الشباب، ولكل فترة وسائلها وخطواتها المناسبة، إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك على تنمية تلك المهارة عند طفلك في سنواته الأولى:
كلفه ببعض المهام
كلف طفلك ببعض المهام والواجبات المنزلية البسيطة المناسبة لعمره، سيغرس ذلك فيه الإحساس بالمسؤولية، ويُعلي قيمة المشاركة لديه.
:اجعله يشارك في بعض الأعمال البسيطة، مثل
- لم ألعابه
- المشاركة في حمل الأطباق
- تجهيز سفرة الطعام
- تنظيف غرفته
- المساعدة في تنظيف المنزل
عندما يرى الأطفال أنّ لما يفعلونه تأثير -ولو بسيط- على الأسرة؛ فإنهم يشعرون بالتقدير والقدرة، مما يعزز احترامهم لذاتهم.
شجعه على اتخاذ القرارات
شجع طفلك على اتخاذ بعض القرارات المناسبة لعمره، مثل:
- اختيار ملابسه
- اختيار ألعابه
- اختيار طعامه، وغيرهم.
منح طفلك الفرصة لاتخاذ القرارات البسيطة؛ يزيد من ثقته بنفسه، ويهيئه لاتخاذ قرارات أكبر في المستقبل، ويساعد على تنمية مهارات الطفل في الاعتماد على نفسه.
بالإضافة إلى أن الأطفال يميلون للالتزام بالقرارات التي اتخذوها بأنفسهم ولم تُفرض عليهم.
علمهم التمييز بين الصواب والخطأ
علم أطفالك أن يميزو بين الصواب والخطأ، والخير والشر، والحلال والحرام، سيجعلهم ذلك قادرين على تحديد مساراتهم واختيار المسار الصحيح دائمًا.
بالإضافة إلى ذلك، نمِّ لديهم القدرة على التعلم من أخطائهم، فإذا ارتكب طفلك خطأً فلا تصرخ عليه أو تعنفه، بل تحدث إليه بهدوء، وساعده على إدراك خطئه وتصحيحه؛ حتى لا يكرره في المستقبل، واجعل تأديبك له طريقة لتقويمه وليس لكسره.
تذكر أن الأطفال يرتكبون الأخطاء؛ هذا طبيعي جدًا، ولذا كانت وظيفة التربية هي تنبيههم على تلك الأخطاء وتقويمها.
اختر كلماتك بعناية
إن الطريقة التي تتحدث بها مع طفلك لها تأثير عميق ودائم على احترام الطفل لذاته، بالاضافة إلى أن حديثك عن طفلك وما تطلقه عليه من صفات يكوِّن ويرسخ قناعاته حول نفسه، لذا قم باختيار كلماتك بعناية، وركز على التشجيع أكثر، ولا تحطم طفلك بكلامك الجارح.
2- التنظيم
تنمية مهارات الطفل التنظيمية تحسن من حاضره ومستقبله، فهي تساعده على أن يؤدي بشكل أفضل في دروسه، ومن ثَمّ عمله بعد ذلك.
والتنظيم مثل أي مهارة أخرى غرسها في طفلك من الصغر يريحه ويريحك في الكبر، ويجعله صفة ثابتة له بعد ذلك.
يمكنك تنمية مهارات الطفل التنظيمية من خلال بعض الخطوات البسيطة، مثل:
إنشاء قوائم للمهام
اجعل طفلك ينشىء قائمة مكتوبة بالمهام الواجبة عليه، يمكنك أن تضمِّن في تلك القائمة:
- الصلوات المفروضة.
- الواجبات المنزلية.
- الواجبات الدراسية، وغيرهم.
علمه أن يبدأ بالأهم ثم الأقل أهمية، حتى يتعلم ترتيب الأولويات، وإذا أنهى مهمة يضع علامةً جوارها، سيشعره ذلك بالإنجاز، وتساعده القائمة على أداء جميع مهامه دون أن يناساها أو ينشغل عنها.
المشاركة في المهام التنظيمية في المنزل
كلف طفلك ببعض الأعمال التنظيمية في المنزل، مثل:
- ترتيب الخضار والفواكه في الثلاجة
- فرز منتجات البقالة ووضع كل منتج في مكانه المحدد
- طي الملابس وترتيبها في أماكنها
المشاركة والقيام بتلك الأعمال التنظيمية البسيطة، تؤهل طفلك للقيام بالمهام التنظيمية الأصعب في المستقبل.
المدح والدعم المستمر
يستجيب الأطفال جيدًا للمدح، لذا احرص على الثناء على طفلك حينما يقوم بمهامه بشكل منظم، سيساعدك ذلك على تنمية مهارات الطفل التنظيمية بشكل كبير.
حتى وإن لم يستطع طفلك إكمال مهامه، احذر أن تتخذ من الإساءة له أو التقليل منه وسيلة لتحفيزه، إذ سيعود ذلك عليه بنتائج عكسية، وتذكر أنه لا يزال في مرحلة التعلم وتنمية المهارة، فاصبر عليه ووجهه وعلمه مِرارًا دون كلل أو ملل، حتى يتقنها.
3- المهارات الاجتماعية
المهارات الاجتماعية ليست فطريةً فقط، بل هي سلوك يمكن تعلمه وتنميته باستمرار، خاصةً في السن الصغير والذي يكون أكثر تقبلًا للتغيير، إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك في تنمية مهارات الطفل الاجتماعية:
علمه الآداب العامة
إن تعليم الطفل الآداب العامة يهيئه ليصبح إنسانًا صالحًا يتمتع بالقبول والحضور الاجتماعي المميز، وأول وسيلة لتعليمه تلك الآداب هي القدوة، فهي أمور لا نلقنها للطفل فقط، بل يتعلمها خطوةً بخطوة عن طريق المشاهدة والتقليد، وأهم تلك الآداب:
- الاستئذان قبل الدخول
- إلقاء التحية
- طلب الإذن قبل استخدام حاجات الغير.
- انتظار الدور واحترام الآخر
- الشكر لمن قدم إليه معروفًا
وغير ذلك، احرص على أن يراك طفلك وأنت تمارس تلك الآداب، فما يراه منك اليوم؛ سيكون عليه في المستقبل.
شجع التواصل البصري
قد يبدو الاتصال بالعين شيئًا بسيطًا، لكنه مهم جدًا لتنمية مهارات الطفل الاجتماعية، إنه يوضح معانٍ كثيرة، مثل: احترام الآخر وتقديره والإنصات له باهتمام، بالإضافة إلى أنه يعلم طفلك التعاطف مع الآخرين، ويزيد ثقته بنفسه أيضًا.
لذا عند التحدث مع الناس، شجع أطفالك على الحفاظ على التواصل البصري معهم.
دربهم على الصلة
الترابط مع الأسرة والأصدقاء وتقوية الصلات بهم مهم جدًا لتنمية مهارات الطفل الاجتماعية، لذا شجع طفلك على الاتصال بالأقارب والأصدقاء، واحرص على تبادل الزيارات معهم، يقلل ذلك من الخجل الاجتماعي عند الطفل، ويعرضه للعديد من المواقف والتجارب، مما يؤثر على شخصيته، ويجعله أكثر قدرة على التعامل مع مختلف المواقف والشخصيات في المستقبل.
4- القراءة
القراءة هي بوابة الطفل لعوالم الخيال، كما أنها الأرض الثابتة للواقع والمنطق، فالطفل القارئ هو طفل مبدع ومنطقي في نفس الوقت!
لذا كان أفضل ما تهديه لطفلك أن تعوده على القراءة وتحببه فيها منذ الصغر، وتجعلها متعة له وليست وظيفة مملة ولا ثقيلة، وحتى تحقق ذلك ستحتاج إلى اتباع العديد من الخطوات، منها:
ابدء مبكرًا
تُبنى معظم عادات الطفل وقيمه في السنوات الأولى من عمره، مما يجعل تلك المرحلة هي الأهم في حياة الطفل، إذ يكون سهل التشكيل، واكتساب العادات، لذا احرص على تنمية مهارات الطفل في القراءة بتلك الفترة، واجعلها جزءًا من روتينه اليومي.
لكن احذر أن تفرضها عليه غصبًا حتى لا يعود ذلك بالسلب عليه، بل اجعلها فقرة مرحة، من خلال استخدام الكتب الملونة والمناسبة لعمر الطفل، مع مشاركته في تلك الفقرة.
ركز على ما يحبه طفلك
مع الوقت ستكتشف أنواع الكتب التي يفضلها طفلك، وستعرف:
هل يحب القصص أكثر، أم يفضل الكتب التي تتحدث عن النباتات؟
هل تستهويه السيارات وأشكالها وأنواعها، أم يقضي الوقت الأطول يتفحص الكتب التي تحتوي على الأرقام والحروف؟
لاحظ طفلك جيدًا، واعرف ما يفضله، ثم ركز عليه وأحضره له باستمرار، سيحببه هذا في القراءة أكثر، ويزيد شغفه تجاهها.
كن قدوة له
يكتسب الطفل معظم عاداته وسلوكياته عبر تقليد أبويه، فاحرص أن تظهر أمام طفلك بالشكل الذي تحب أن يكون عليه في المستقبل.
فإذا كنت تقضي معظم وقتك أمام الشاشات؛ سيكون طفلك كذلك، وإذا كانت القراءة عادةً يومية لك؛ سيكتسب طفلك تلك العادة أيضًا، لذا احرص على القراءة أمام طفلك باستمرار، حتى تشجعه عليها، وتجعلها عادة لديه.
ختامًا، الطفل الصغير كالورقة البيضاء، ما تكتبه عليها تجده في النهاية!
لذا احرص على تنمية مهارات الطفل الأساسية في سنوات عمره الأولى؛ وكن قدوة عملية له في ذلك، حتى تجني أنت وطفلك ثمارها في أيام شبابه.
Itís difficult to find experienced people for this topic, but you seem like you know what youíre talking about! Thanks
Thanks
May I simply say what a comfort to discover somebody who genuinely knows what they are talking about over the internet. You actually understand how to bring a problem to light and make it important. More people ought to check this out and understand this side of the story. I cant believe you arent more popular because you surely possess the gift.
Thank You