تأثير الفطام على جسم الأم

لا يقتصر تأثير مرحلة الفطام على الرضيع فقط؛ بل يمتد تأثيرها إلى الأم، فتغير حالتها النفسية، والصحية، وتؤثر على الهرمونات، وغير ذلك، فما تأثير الفطام على جسم الأم؟

هذا ما نوضحه في مقالنا، ونشارك معكِ عددًا من النصائح للتعامل مع التغييرات الجسدية والنفسية في فترة الفطام؛ فتابعي معنا.

تأثير الفطام على جسم الأم

إتمام الرضاعة الطبيعية، وفطام الطفل بشكل نهائي يعد إنجازًا كبيرًا لأي أم، مع ذلك تشهد تلك الفترة تغيرات كبيرة في حالتها الجسدية والنفسية، ومن بينها:

1- التأثيرات النفسية

غالبًا ما تتأثر نفسية الأم وحالتها المزاجية بعد الفطام، فتشعر بعض الأمهات بالحزن، والرغبة في البكاء، أو الاكتئاب الخفيف، بينما تعاني أخريات من نوبات الغضب، أو القلق، وتقلب المزاج.

وهذا الأمر له أسباب نفسية، مثل: الخوف من ضعف الرابط مع الرضيع، والاشتياق للتواصل البصري والجسدي المرتبط بالرضاعة.

إلى جانب أن له أسبابًا بيولوجية، تتعلق بالتغييرات الهرمونية التي تحدث في فترة الفطام، فعندما ترضعين طفلك طبيعياً، ينتج جسمك اثنين من هرمونات “الشعور بالسعادة”، وهما:

  • البرولاكتين
  • الأوكسيتوسين

وهما الهرمونان المسؤولان عن إنتاج، وإدرار الحليب.

يثير البرولاكتين شعورًا بالسعادة والهدوء والاسترخاء في نفسك، بينما يُعرف الأوكسيتوسين باسم “هرمون الحب”، ويخلق تلك المشاعر الدافئة بين الأم ورضيعها.

فيشمل تأثير الفطام على جسم الأم الانخفاض المفاجئ في تلك الهرمونات، مما يتسبب في شعور بعض الأمهات بتقلب المشاعر، خاصةً اللواتي يخترن الفطام المفاجئ بدلًا من التدريجي.

وبغض النظر عن سبب وكيفية فطام رضيعك؛ من المهم أن تكوني مستعدة لهذه التقلبات المزاجية، وتتعاملي معها بشكل صحيح حتى لا تؤثر على حياتك سلبًا.

فمثلًا يفضل زيادة فترات التواصل مع طفلك، سواءً كان التواصل جسديًا من خلال القبل والأحضان، أو نفسيًا من خلال مشاركته اللعب، ووضع روتين يومي خاص بكما، حتى تتطور علاقتكما بما يناسب المرحلة الجديدة لطفلك، وتتجنبي تأثير الفطام على جسم الأم بشكل سلبي.

2- احتقان الثدي

يؤدي الفطام المفاجيء إلى تراكم الحليب داخل الثديين وامتلائهما، وبالتالي الشعور بالألم والثقل فيهما، وقد ينتج عن تراكم اللبن التهاب الثدي وانسداد قنواته.

ولا يقتصر تأثير الفطام على جسم الأم على ذلك، بل يتسبب في ظهور العديد من الأعراض الجسدية عليكِ، ومن بينها سخونة الثدي، واحمراره، والشعور بالألم الشديد فيه، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة للالتهاب إن تُرك دون علاج.

لذا يُنصح بالفطام التدريجي حتى تتجنبي الأعراض الشديدة للفطام، إلى جانب الراحة التامة في تلك الفترة، واستشارة طبيب متخصص إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة، أو زاد الألم بشكل كبير.

3- تغير الهرمونات بعد الفطام

يمتد تأثير الفطام على جسم الأم ليشمل بعض التغيرات الهرمونية، حتى يتكيف مع تلك المرحلة الجديدة، ومن بينها:

1- استقرار هرموني الأستروجين والبروجستيرون

يؤثر استقرار هرموني الأستروجين والبروجستيرون على تحسن صحة المرأة الجنسية، والإنجابية.

فيعمل الأستروجين على تجهيز الرحم بزيادة سُمك بطانته لاستقبال البويضة المُخصّبة في حالة الحمل، وتنظيم الدورة الدورة الشهرية، بالإضافة إلى تغيير تكوين المخاط الموجود في القناة التناسلية، مما يسهل انتقال الحيوانات المنوية وبقائها حية خلال فترة الإباضة، وبالتالي يهيء الجسم لعملية الحمل من جديد، ويجعلها أسهل.

أما هرمون البروجستيرون فعمله مكمل للأستروجين، إلى جانب أنه يحافظ على إفرازات بطانة الرحم، ويمنع التجلطات الدموية، ويحمي الجسم من سرطان الثدي.

2- انخفاض هرمون البرولاكتين

يعرف هرمون البرولاكتين أيضًا باسم “هرمون الحليب”، وهو المسؤول عن إنتاج الحليب، ومن ثم الرضاعة الطبيعية.

يشمل تأثير الفطام على جسم الأم انخفاض مستوى الهرمون بشكل كبير، مما يقلل من إنتاج الحليب، لكن لا يقتصر تأثيره على ذلك، بل يؤثر على عملية الإباضة الشهرية عند المرأة.

فارتفاع مستواه قد يؤدي إلى ضعف الإباضة، ومن ثم صعوبة الحمل، ولكن بعد الفطام يقل مستواه، لتستقر عملية الإباضة من جديد.

يؤثر انخفاض الهرمون أيضًا على الحالة المزاجية والنفسية للمرأة، فقد تصاب بالاكتئاب الخفيف، أو القلق، أو التوتر حتى يستقر مستوى الهرمون في الجسم.

كانت تلك أبرز التغيرات الهرمونية، والتي تعد من تاثير الفطام على جسم الام، ولكن متى ترجع الهرمونات لطبيعتها بعد الفطام؟

يختلف موعد استقرار الهرمونات بعد الفطام من امرأة لأخرى، ويعتمد على عدة عوامل، من بينها الصحة العامة للمرأة، والتغذية، والنوم، والنشاط البدني، وغيرهم، فقد تستغرق بعض النساءً أيامًا، بينما يمتد التأثير على أخريات لأسابيع.

ولا يقتصر تأثير الفطام على جسم الأم على العناصر السابقة فقط، فقد تعاني بعض النساء من الصداع النصفي، بينما تشكوا أخريات من حب الشباب الناتج عن التغيرات الهرمونية، وقد يتأثر وزن بعض الأمهات بالفطام، فهل يخس الجسم بعد الفطام عادة؟ أم يزيد؟

هل يؤثر الفطام على وزن الأم؟

تساعد الرضاعة الطبيعية على حرق حوالي 20 سعرة حرارية لكل 31.10 غرام من حليب الثدي الذي تنتجه الأم، بما يساوي حوالي 500 سعر حراري يوميًا، وبعد الفطام يقل معدل الحرق مجددًا، وبالتالي إن لم تغير الأم نظامها الغذائي وتقلل عدد السعرات فقد يزيد وزنها تدريجيًا.

مع ذلك، تخسر بعض الأمهات الوزن بعد الفطام، وذلك بسبب فقد الجسم للسوائل الزائدة المرتبطة بالحمل والرضاعة.
وقد يستقر الوزن فلا ينقص أو يزيد، فليس هناك قاعدة محددة، بل جميعها حالات فردية لا يقاس عليها، لذا لا تشغلي نفسك بإمكانية زيادة الوزن أو نقصانه، بل المهم أن تحافظي على نظام غذائي صحي، وتدعميه بالرياضة حتى تحافظي على صحة جسدك.

5 نصائح للتعامل مع التغييرات الجسدية والنفسية في فترة الفطام

فيما يلي عدد من النصائح، لتفادي تأثير الفطام على جسم الأم، والمساعدة على استعادة صحتك النفسية والجسدية بشكل أسرع:

1- اختاري الفطام التدريجي

الوقاية خير من العلاج، والتدرج في عملية الفطام هو أول سبل الوقاية من أعراضه الجسدية.

إذ إن التدرج في الفطام سيقلل إنتاج الحليب تدريجيًا، مما يخفف من التهاب الثدي أو احتقانه، ويقلل خطر الإصابة بالحرارة، وخراج الثدي الناتج عن تراكم الحليب فيه.

2- اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًّا

حافظي على تناول وجبات متوازنة وغنية بالعناصر الغذائية الضرورية، لمساعدة جسمك على تجديد طاقته وحيويته، واستعادة عافيته بشكل أسرع.

3- مارسي الرياضة بانتظام

لا يقتصر تأثير الرياضة على تعزيز الصحة الجسدية للجسم، بل تؤثر كذلك على الصحة النفسية، والوقاية من الاكتئاب، واضطراب القلق.

وبالتالي فممارسة الرياضة في تلك الفترة سيعود إيجابيًا على صحتك النفسية والجسدية.

4- اطلبي المساعدة

تحدثي مع أصدقائك أو أفراد العائلة عن مشاعرك وحالتك النفسية، واطلبي منهم المساعدة والدعم، سيخفف ذلك من الضغوط النفسية عليكِ.

5- تفاعلي مع طفلك

التفاعل الوثيق مع طفلك بشكل يومي سيساعد على بناء روابط قوية بينكما، مما يحسن حالتك النفسية ويخفف مشاعر القلق، والتوتر، والاكتئاب.

الخلاصة

الفطام مرحلة فاصلة في حياة الطفل، والأم، وله تأثير كبير على صحتها الجسدية والنفسية، وكذلك علاقتها بطفلها.

مع ذلك؛ فحسن التعامل مع تلك المرحلة سيجعل منك أمًّا أقوى، وأكثر وعيًا واتزانًا، وهذا ما يساعدك عليه مقالنا، من خلال توضيح تأثير الفطام على جسم الأم، وإمدادك بالنصائح اللازمة لتجاوز تلك المرحلة.

 

اقرأ أيضًا: الطعام الصحي للأطفال| تغذية متوازنة لجسد قوي وعقل سليم.

مقالة ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *