الطعام الصحي للأطفال

يؤثر الطعام الصحي للأطفال على صحتهم الجسدية، والنفسية، ومستوى قدراتهم العقلية، وسرعة نموهم، وتطور قدراتهم، فكما يقولون: “العقل السليم في الجسم السليم”.

لكن كيف تضمن حصول طفلك على تغذية سليمة ومتوازنه؟ وما هي العناصر الغذائية الأساسية للوجبة الصحية؟ هذا ما سنوضحه في المقال، لكن لنبدأ أولًا بتوضيح أهمية تقديم الطعام الصحي للأطفال.

أهمية التغذية الصحية للأطفال

يعد تقديم الطعام الصحي للأطفال، وتعويدهم على التغذية المتوازنة من صغرهم أفضل استثمار في صحتهم، ومستقبلهم، وذلك لدوره الكبير في نموهم الجسدي، وتطورهم العقلي.

فمرحلة الطفولة هي الأساس الذي يُشيَّد عليه جسد الطفل، وكلما قَوِيَ الأساس؛ كان البناء متينًا وقويًا، والتغذية من أهم العوامل المؤثرة في بناء الطفل، إذ تؤثر على تطوره الحركي، والعقلي، إلى جانب تأثيرها في:

  • بناء الجهاز المناعي.
  • الوقاية من الأمراض المزمنة، مثل السكر.
  • الحفاظ على وزن صحي، وطاقة مستقرة.
  • تحسين الصحة العقلية: فتجعله يفكر بوضوح ويكون أكثر يقظة.

بالإضافة إلى أنها تساعد في الحفاظ على معدل الانتباه والتركيز عند الطفل، مما يؤثر بشكل مباشر على تحصيله الدراسي، ونجاحه في الأنشطة اليومية.

وفقدان طفلك للتغذية الصحيحة؛ سيؤثر سلبًُا على صحته في الحاضر، والمستقبل، فما أهم المخاطر الناجمة عن التغذية غير الصحية للطفل؟

مخاطر التغذية غير الصحية للأطفال

تؤثر التغذية غير الصحية على الأطفال والكبار على حدٍ سواء، لكن أثرها السلبي على الأطفال أشد، وذلك لضعف بنيتهم الجسدية، وعدم اكتمال نموهم العقلي والبدني، ومن آثارها السلبية عليهم:

السمنة

تناول الأطفال لكميات زائدة من السعرات الحرارية، والدهون المشبعة، والسكريات سيزيد وزنهم، وقد يؤدي إلى إصابتهم بالسمنة، وبالتالي تزيد مخاطر إصابتهم بأمراض القلب، والسكري، وغير ذلك من الأمراض الأخرى.

نقص العناصر الغذائية

إذا لم يتلقَ الأطفال تغذية صحية ومتوازنة قد يعانون من نقص في الفيتامينات، والمعادن الأساسية، مثل:

  • فيتامين D
  • الحديد
  • الكالسيوم

مما يتسبب في إصابتهم بالعديد من المشكلات الصحية، مثل: هشاشة العظام، وفقر الدم.

مشاكل النمو والتطور

تؤثر التغذية غير الصحية على نمو الأطفال وتطورهم، فتؤثر على معدل نمو وزن الطفل، وأحيانًا تؤثر على نمو طوله، إلى جانب تأثيرها على النمو العقلي، والإدراكي، والحركي.

ضعف الجهاز المناعي

تضعف التغذية غير الصحية جهاز المناعة لدى الأطفال، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، والفيروسات، والعدوى.

ضعف التركيز

قد تؤثر التغذية غير المتوازنة على صحة الدماغ، والتركيز لدى الأطفال، مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي، وعلاقاتهم الاجتماعية.

تلك بعض التأثيرات السلبية للتغذية غير المتوازنة للأطفال، ولا يقتصر تأثيرها على مرحلة الطفولة، بل تمتد بعضها إلى مراحل الشباب والشيخوخة، فما دام الأساس هشًّا؛ سيظل البناء مهددًا!

والحل لتفادي تلك المشكلات هو تقديم الطعام الصحي للأطفال، وتعويدهم عليه من الصغر، فما مكونات الوجبة الصحية المتوازنة، وما العناصر الغذائية الأساسية للأطفال؟

مكونات الوجبة الصحية المتوازنة

تختلف نوعية الطعام الصحي للأطفال حسب وزن الطفل، وعمره، وحالته الصحية، لكن بشكل عام يجب أن تحتوي وجبة الطفل على نسب محددة من البروتين، والخضراوات، والدهون الصحية، والكربوهيدرات، والألبان، فيما يلي توضيح للنسب المثلى لكل عنصر من المكونات السابقة:

البروتين

البروتينات أول مكونات الطعام الصحي للأطفال، فهي العامل الأهم في بناء أنسجة الجسم، وتكوين العضلات، ونمو العظام، إلى جانب دورها في تقوية ودعم وظائف الدماغ، وتطوير النظام العصبي، لذا ينصح أخصائيو التغذية بأن تمثل البروتينات حوالي 25% من وجبة الطفل.

يشمل ذلك الأطعمة التي تحتوي على البروتين الحيواني، مثل: الأسماك، واللحوم الحمراء، والبيضاء، والبيض، وكذلك البروتين النباتي، والذي يتواجد في البقوليات، مثل: الفول، والعدس.

الخضراوات

ينصح أخصياءو التغذية أن تمثل الخضراوات من 40% إلى 50% من وجبة الطفل، وذلك لما تحتويه من فيتامينات، ومعادن، ومضادات أكسدة، وكربوهيدرات معقدة، وألياف، لكن يجب أن تركزي في نوعيات الخضراوات، وتنوعي طبق طفلك؛ فلا يقتصر على نوع واحد.

فمثلًا: اجعلي جزءًا منه يتضمن الخضراوات النشوية، وآخر للخضراوات الورقية، وذلك لما تحتويه من الألياف، ولا تنسي الخضراوات غير النشوية التي تحتوي على الفيتامينات، مثل الفلفل الحلو، والخيار، وغيرهما.

الكربوهيدرات

على الرغم من أن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالنشويات قد يؤثر سلبًا على صحة الجسم؛ إلا أن منعها قد يسبب مشكلات أسوء!

لذا يجب أن يتضمن الطعام الصحي للأطفال حصة معتدلة من النشويات المعقدة، دون إفراط في نسبتها، أو منع تام لها، وتقدر النسبة المعتدلة بـ 15% إلى 25% من وجبة الطفل.

وذلك لدورها الكبير في دعم صحة طفلك، إذ إنها:

  • تدعم الوظائف العقلية للطفل، فالجلوكوز، الذي يتم الحصول عليه من الكربوهيدرات يعد عنصرًا أساسيًا للحفاظ على صحة الدماغ.
  • تلعب دورًا مهمًا في تحقيق التوازن الغذائي، وذلك لكونها مصدرًا أساسيًا للسعرات الحرارية.
  • تعد مصدرًا رئيسيًا للطاقة، وتحافظ على مستويات النشاط والحيوية عند طفلك.

تتواجد النشويات المعقدة في بعض الفواكه، مثل: البطاطا الحلوة، والخضراوات مثل: البطاطس، والجزر، والبازلاء، وكذلك توجد في الخبز، والأرز، والمعكرونة.

الألبان

الألبان مصدر أساسي للكالسيوم، والبروتين، وفيتامين D، وفيتامين B12، وبالتالي فهي عامل رئيسٌ لنمو عظام طفلك، وصحته الجسدية، وتقوية مناعته،مما يجعلها من أهم مكونات الطعام الصحي للأطفال، فاحرصي على تقديم أحد منتجات الألبان لطفلك في وجبة واحدة على الأقل يوميًا.

الدهون الصحية

تساعد الدهونُ الصحيةُ الجسمَ على امتصاص الفيتامينات الدهنية الذائبة، مثل:

  • فيتامين D
  • فيتامين E
  • فيتامين K
  • فيتامين A

بالإضافة إلى أنها تحقق التوازن الغذائي للجسم، وتحافظ على صحة العظام والأنسجة، وتدعم صحة الدماغ، والجهاز العصبي، وبالتالي فهي عنصر ضروري من عناصر الطعام الصحي للأطفال.

تشمل الدهون الصحية كلًا من: أوميغا 3، والأحماض الدهنية غير المشبعة، وتوجد في الأطعمة التالية:

  • الزيوت الطبيعية غير المهدرجة، مثل زيت الزيتون.
  • الأسماك الدهنية، مثل السلمون، والتونة، والسردين.
  • زبدة الفول السوداني
  • المكسرات والبذور
  • الأفوكادو
  • الزيتون
  • البيض

وغيرهم، فـيفضل أن تحتوي وجبة الطفل على حوالي 10% من الدهون الصحية، ويمكن أن تزيد تلك النسبة أو تنقص بناءً على وزن الطفل، وحالته الصحية.

والآن، بعد أن عرفت أهمية الطعام الصحي للأطفال، ومكونات الوجبة الصحية المتوازنة؛ كيف تشجع طفلك على اتباع نظام صحي، وتجنب الأغذية الضارة؟

8 نصائح لتشجيع الأطفال على تناول الطعام الصحي

التزام طفلك بنظام صحي قد يكون تحديًا كبيرًا، خاصة إذا كان يختلط بغيره من الأطفال، ويرى معهم أطعمة غير صحية، لكن النصائح التالية قد تساعدكِ:

  1. قومي بتوعية طفلك بالآثار السلبية للأطعمة غير الصحية، واشرحي له مكوناتها، وما قد تسببه لجسده من مخاطر، ووضحي له أيضًا أهمية اتباع نظام غذائي صحي.
  2. اجعلي طفلك يشاركك في تحديد الوجبات، وشراء الخضراوات والفواكه، وكذلك إعداد الطعام وتحضيره، سيشعره ذلك بالحماس تجاه الأكل.
  3. تناولوا الوجبات كعائلة، واجلسوا معًا على الطاولة دون أجهزة إلكترونية، فالجانب النفسي يزيد من إقبال الطفل على الطعام الصحي.
  4. ضعي قائمة بالممنوعات، وضمّنيها المشروبات الغازية، والسكريات، وغيرهم من الأطعمة الضارة، وتجنبي إدخالها للمنزل.
  5. لا تجبري طفلك على تناول أكلات بعينها، فإذا كره نوعًا من الطعام؛ ابحثي عن بديل له يحتوي على نفس القيمة الغذائية.
  6. نوعي في وجبات طفلك دائمًا، فكلما تعرّف طفلك على المزيد من الأطعمة؛ زادت احتمالية قبوله لها.
  7. قدمّي الطعام بشكل ممتع، من خلال تزيينه، وتشكيله بالشكل الذي يحبه طفلك.
  8. كوني قدوة له، فالطفل يتعلم ويكتسب العادات عن طريق التقليد، لا الأمر والإجبار.

إلى جانب النصائح السابقة؛ تحلي بالصبر، فإكساب العادات النافعة للأطفال أمر شاقٌ في عالم يشجع كل ما هو ضار، لكن تأكدي أن تعبك لن يذهب هباءً.

الخلاصة

الجسد مثل البناء، إن أحسنت تأسيسه؛ صمد معك للنهاية، وإن فرطت وأهملت الأساس؛ خار وانهار قبل أوانه، وأول خطوة للتأسيس السليم لبدن طفلك تكون باتباع نظام غذائي متوازن، يقيم جسمه، ويقوي مناعته، وينمي عقله.

سيفيدك مقالنا عن الطعام الصحي للأطفال، ومكونات الوجبة الصحية المتوازنة، في إعداد نظام غذائي مناسب لطفلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *