الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال

يتمنى كل أب وأم أن يكون أطفالهم هم الأفضل، ويبذلون في سبيل ذلك المال، والمجهود، والوقت، وكل ثمين عليهم، مع ذلك فقد يسلكون طرقًا خاطئة للتربية، ويرتكبون بعض الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال أثناء سعيهم لما هو أفضل لأبنائهم، ففي النهاية لا أحد معصوم من الأخطاء!

لكن الأسوء من ارتكاب الأخطاء؛ هو الجهل بها، أو الإصرار عليها وعدم تصحيحها، لذا جمعنا لك في هذا المقال أبرز 13 خطأً من الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال حتى يسهل عليك تجنبها، فالمعرفة هي أول الطريق الصحيح.

أبرز 13 خطأً من الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال

لا أحد معصوم من الأخطاء، ولا يوجد طريق للتربية المثالية الكاملة، فكل أبوين معرضين لارتكاب الأخطاء التربوية أثناء تنشئة أبنائهما، ولأن المعرفة أول طريق لتصحيح الخطأ؛ جمعنا لك أبرز الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال لتتجنبها، وهي:

1- الخطأ في تقدير المشكلات

قبل أن تحاول حل مشكلات طفلك؛ يجب أن تحدد ما يمثل مشكلة وما لا يمثل مشكلة، لسوء الحظ، يبالغ الآباء أحيانًا في تقدير المشكلات التي يواجهونها مع أطفالهم، فينشرون التوتر داخل المنزل بسبب بعض المشكلات البسيطة التي لا تستدعي ذلك.

فمثلًا: قد يكون الطفل حركيًا ونشيطًا مقارنة بأقرانه، فتتصور الأم أنه يعاني من اضطراب فرط الحركة ADHD، وقد يكذب مرة فتبالغ في تعنيفه دون البحث عن سبب المشكلة الأساسي، وهكذا.

في المقابل يتجاهل بعض الآباء مشكلات أطفالهم، ويقللون من شأنها حتى تكبر مع الطفل وتتحول إلى عادة، أو تنغص عليه حياته فيما بعد، ويعد هذا من أبرز الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال.

2- عدم التنسيق بين الأبوين

لا بد أن يتفق الأبوان على نهج تربوي واحد حتى تؤتي التربية ثمارها، فاختلاف طرق التربية بين الأب والأم، وعدم التنسيق بينهما في طرق الثواب، والعقاب، والتحفيز، وغيرهم يعد من أكبر الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال، وذلك لأنه قد يؤثر سلبًا على نفسية الطفل وسلوكه، ويدفعه إلى التلاعب واستغلال اختلاف الأبوين لتحقيق رغباته.

3- المبالغة في التوقعات

يسعى كل أبوين إلى جعل أبنائهم الأفضل بين أقرانهم، لكن في سبيل تحقيق ذلك قد ترتفع توقعاتهم تجاه ما يستطيعه الطفل، مما يزيد الضغط النفسي عليه.

ولا يرتبط هذا بسن معين، فمثلا قد يتوقع الأبوين أن ينجح طفلهم في خلع الحفاض في عمر العامين مثل شقيقه أو قريبه، أو يتكلم أسرع من أقرانه، وينسون أن قدرات الأطفال مختلفة، وما يسبق فيه أحدهم؛ قد يتأخر فيه آخر.

وتعد المبالغة في التوقعات من أبرز الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال، وذلك لأنها تزعزع ثقة الطفل بنفسه، وقد تأتي بنتائج عكسية في النهاية.

4- التناقض في الأوامر والنواهي

من المهم أن نكون واضحين في تحديد المسموح والممنوع، ووضع قواعد ثابتة لأبنائنا، والأهم أن نكون حازمين في تنفيذ تلك القواعد.

لأنك إذا كسرت القواعد وتخليت عن حزمك بسبب غضب وصراخ طفلك؛ فسيجعل ذلك عادة دائمة له، وسيزيد عناده معك مستقبلًا، ولن تنجح بعدها في توجيهه أو تربيته.

5- الحماية المفرطة للطفل

من الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال: الحماية المفرطة للطفل

حماية الطفل والحفاظ على صحته النفسية والجسدية واجب على الأبوين، لكن لا يعني هذا أن تحبسه في قمقم وتحل جميع مشكلاته بنفسك، وتحميه حتى من معرفة صعوبات الحياة، ومن ثم معالجتها وحلها.

وتعد الحماية المفرطة من أبرز الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال، إذ تحول الطفل إلى إنسان هشٍّ وضعيف في المستقبل، يتأثر بأي كلمة، وتعجزه أي مشكلة مهما صغرت، وقد يودي به هذا إلى مهالك الأمراض والاضطرابات النفسية في النهاية.

لذا بدلًا من إحاطة طفلك بحمايتك المفرطة؛ اجعله يواجه الحياة ويحل مشكلاته بنفسه، وكن معه بالنصح والإرشاد، والتوجيه والمساندة حتى يستقيم عوده، ويتحمل مسؤوليته، ويستطيع الاعتماد على نفسه في النهاية.

6- إعطاء الطفل كل ما يطلبه

لا يتوقف الأطفال عن الطلبات، ولا يفرقون بين الرغبة والاحتياج، ويتجه الكثير من الآباء إلى تلبية تلك الطلبات دون مناقشة أو تفكير، ويعد هذا من الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال، إذ يزرع عندهم إحساسًا بالاستحقاقية، وينمي عندهم الأنانية مع الوقت.

7- مقارنة الطفل بغيره

يتخذ بعض الآباء من المقارنة وسيلة لتشجيع الطفل وتحفيزه، غير مدركين عواقبها السيئة على نفسية الطفل وبناء شخصيته.

فاستمرارك في مقارنة طفلك بغيره تعد من الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال، إذ قد تضعف ثقته بنفسه، وتجعله يبخس من قيمة ذاته مع الوقت، والأسوء من ذلك أن تربي في قلبه الحقد والحسد تجاه الآخرين فيفقد سلامه النفسي.

8- التربية بالأوامر دون القدوة

الطفل مرآة أبيه وأمه، فلا تتوقع أن تنهى طفلك عن فعل ما ويستجيب لك وهو يراك تمارسه!

فقبل أن تربي طفلك على الحسن وتنهاه عن القبيح من الأعمال؛ انظر في نفسك أولًا هل أنت قدوة حسنة له أم لا، فالتربية تقليد واقتداء.

وهذا هو منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في التربية، فيقول عنه الجلندى -ملك عمان-: “لقد دَلَّنِي على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له”.

9- الإفراط في تدليل الطفل

الموازنة مطلوبة في التربية، بلا إفراط في الدلال، أو الشدة، فالنفس البشرية ينعشها التدليل، ويهذبها الحزم لتكون سوية، تأخذ وتعطي بقدر الاستطاعة.

لكن ولأن عاطفة الأبوة والأمومة تكون غالبة؛ يميل بعض الآباء إلى الإفراط في تدليل أبنائهم بشكل مطلق دون منع أو حزم، ويعد هذا من أكبر الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال، إذ يخلق كائنًا نرجسيًا ومتطلبًا لا يتوقع أن يقال له “لا”.

10- شجار الأبوان أمام الطفل

سلوك الطفل انعكاس لبيته ولأبويه، فإذا اعتاد على رؤيتكما تتشاجران، ورأى من أحدكما عنفًا أو تقليل احترام للآخر؛ سيؤثر هذا على سلوكه مع أصدقائه وزملائه في المدرسة ومع أقاربه.

إلى جانب أن كثرة الشجار في المنزل يؤثر على نفسية الطفل واتزانه، وقد يتسبب في إصابته بالاكتئاب والاضطرابات النفسية.

11- تجنب مناقشة المشكلات الحساسة

من الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال والتي يقع فيها العديد من الآباء؛ تجنب النقاش في الموضوعات الحساسة، وتجاهلها تمامًا، وذلك مثل التثقيف الجنسي، والحديث حول البلوغ، وقواعد النظافة الشخصية في تلك المراحل، والحدود المسموح بها أثناء التعامل مع الجنس الآخر من الزملاء، والأقارب، وغير ذلك من المشكلات الحساسة الآخرى.

فيظن الأبوان أنهما يحميان طفلهما بتجنب الكلام عن تلك الموضوعات، ويحافظان على براءته، والحقيقة أنهما بذلك يعطيان الفرصة لأصدقائه وزملائه في تعليمه تلك الأمور، حتى ولو كانت معلوماتهم خاطئة أو منقوصة.

والأفضل أن يتحرى الوالدان السن المناسب لبدء التأسيس للتربية الجنسية لطفلهما، حتى يكونا مصدر معلوماته الوحيد والصحيح.

12- إطلاق الصفات السلبية على الطفل

تتكون قناعات الطفل حول نفسه من أسرته أولًا، فإذا نعته بصفة سلبية ستظل ملاصقة له طوال حياته، ومن ثم سيفقد ثقته بنفسه.

لذا، إذا ارتكب طفلك خطئًا؛ فبدلًا من مهاجمة شخصيته؛ علمه الصواب من الخطأ، وعقب على الفعل لا على الشخص نفسه، فمثلًا: بدلًا من وصف طفلك أنه طماع لرغبته فيما يملكه أخوه؛ علمه معنى الملكية والاستئذان واحترام ملكية الآخر، وهكذا.

13- السعي للمثالية

يتمنى أي أبوين أن يكون أطفالهم هم الأفضل؛ لكن لا تدع رغبتك تلك تسيطر عليك فتتوقع منهم المثالية أو الكمال، فلا بشر كامل!

إذ إن سعيك الدائم للمثالية قد يفقدهم الثقة بأنفسهم، ويقلل من تقدريهم لذواتهم مهما بلغوا من منازل عليا، والأفضل من توقع الكمال؛ أن تربي فيهم التصالح مع النقص البشري، وكيفية التصرف السليم عند الخطأ أو التقصير.

الخلاصة

التربية الصحيحة لا تعني عدم ارتكاب الأخطاء، ولا يوجد والد مثالي، بل طبيعتنا البشرية تحتم علينا الوقوع في الأخطاء طالما نبضت فينا الحياة، لكن لا يعني هذا أن نعرف الخطأ ونصر عليه!

بل ينبغي أن نسعى دائمًا لتصحيح ما بدر منا من أخطاء، وتجنب ارتكاب أي خطأ جديد، فهذا واجب أبنائنا علينا، وذلك ما دفعنا لتجميع قائمة بأبرز الاخطاء الشائعة في تربية الاطفال حتى يسهل عليك تجنبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *