اعراض الارتجاع عند الرضع

لحظات الرضاعة هي الأكثر سحرًا ومتعة لأي أم ورضيعها، فبها تتوثق الروابط بينهما، وتنمو علاقتهما مع نمو جسد الرضيع، لكن قد تفسد بعض المشكلات سحر تلك اللحظات، ومن بينها الارتجاع، فما اعراض الارتجاع عند الرضع، وأسبابه، وكيف تتعاملين معه بشكل صحيح حتى لا يؤثر على نمو رضيعك وتطوره؟

هذا ما سنوضحه في المقال، فتابعي معنا، لكن لنبدأ أولًا بتوضيح مشكلة الارتجاع وتعريفها بشكل مبسط.

الارتجاع عند الأطفال الرضع

الارتجاع مشكلة يحدث فيها تدفق عكسي للطعام الموجود بالمعدة، فبدلًا من هضمه وإتمام عملية الإخراج بشكل طبيعي؛ يرجع الطعام مرة أخرى إلى المرئ، ثم الحلق، ومن ثم يبصقه الطفل من فمه، فلا ينتفع به، بل يتأذى من تلك العملية.

وتشيع الإصابة به بين الأطفال الأصغر من 18 شهرًا، ولا يشير إلى أي مشكلات صحية خطيرة، إلا إذا زاد عن الحد، وأثر على نمو الطفل ووزنه بشكل ملحوظ.

وتقل تلك المشكلة كلما زاد عمر الطفل، لكن إذا استمرت اعراض الارتجاع عند الرضع حتى بلوغه عمر السنتين فحينها لا بد من عرضه على طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة، ومن ثم التشخيص والعلاج.

وعادةً يتوقف الارتجاع تلقائيًا بمرور الوقت دون الحاجة إلى علاج، مع ذلك، إذا كان الارتجاع شديدًا أو مستمرًا ويؤثر سلبًا على نمو وتطور الرضيع، أو زادت أعراضه عن الحد الطبيعي فينبغي استشارة الطبيب، لكن ما أعراض الارتجاع الطبيعية عند الرضع؟

اعراض الارتجاع عند الرضع

تتنوع اعراض الارتجاع عند الرضع وتختلف شدتها من طفل لآخر، وأبرزها:

1- القيء

تقيؤ الحليب أو الطعام بعد تناوله والذي يُعرف بـ “القشط” هو أحد الأعراض الرئيسة للارتجاع عند الرضع، ولا يعد مشكلة خطيرة إلا إذا:

  • كان قويًا لدرجة التأثير على الطفل، وجعله يبكي من الألم.
  • أثر على وزن الطفل ومعدل نموه بشكل ملحوظ
  • كانت كميته كبيرة، وتكرر بشكل مفرط.
  • تخلله دم، أو مادة صفراء، أو خضراء.

ففي تلك الحالات يجب عرض الطفل على طبيب مختص حتى يفحصه ويقدم له العلاج المناسب.

2- رفض الرضاعة

قد يرفض الطفل الرضاعة أو تناول الطعام بسبب الألم وعدم الراحة الناتجين عن ارتداد محتويات المعدة إلى المريء، لكن إذا استمر رفض الطعام لفترات طويلة بشكل يؤثر على صحة الطفل ونموه يجب استشارة الطبيب حينها.

3- الاستيقاظ المتكرر ليلاً

الألم وعدم الراحة الناجمين عن ارتجاع المرئ يمكن أن يؤثرا على نوم الطفل، ويجعلانه يستيقظ بشكل متكرر خلال الليل.

4- التهيج الجلدي

التقيؤ المتكرر، ونزول الحليب على فم الطفل وصدره بشكل مستمر يمكن أن يسبب تهيجًا للبشرة، وبالتالي ظهور الحبوب والقرح في منطقتي الفم والصدر واحمرارهما.

5- فقدان الوزن

في حالات الارتجاع الشديد والمتكرر قد يؤدي التقيؤ المستمر إلى نزول وزن الرضيع، وذلك بسبب عدم استفادة جسمه بالطعام، وفي تلك الحالة يجب استشارة الطبيب حتى لا تتأثر صحة طفلك سلبًا.

ولمعرفة الوزن الطبيعي للطفل الرضيع؛ اقرأ المقال التالي: جدول وزن الطفل الطبيعي خلال العام الأول من عمره.

تعد الأعراض السابقة من اعراض الارتجاع عند الرضع الشائعة، وهناك أعراض أخرى أقل شيوعًا لكنها أكثر خطورة، ومن بينها:

6- أمراض الجهاز التنفسي

قد تزداد خطورة اعراض الارتجاع عند الرضع، فتسبب بعض المشكلات في الجهاز التنفسي، ومن بينها:

  • الالتهاب الرئوي المتكرر، نتيجة استنشاق الطعام الذي تم ارتداده أو تقيؤه في إلى الرئتين والقصبة الهوائية.
  • السعال المتكرر نتيجة لارتداد أحماض المعدة، أو الطعام إلى مؤخرة الحلق.
  • صعوبة التنفس، أو التنفس المصحوب بصفير.

7- الاختناق

قد يتسبب ارتداد محتويات المعدة إلى المريء في اختناق الطفل الرضيع، خاصة إذا كان في وضعية الاستلقاء، لذا يُنصح بإبقاء الأطفال الرضع في وضعية مستقيمة لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد الرضاعة، أو تناول الطعام.

كانت تلك أبرز اعراض الارتجاع عند الرضع، لكن هل هناك أسباب معينة للارتجاع، أم هو حالة شائعة تصيب جميع الأطفال دون سبب؟

أسباب الارتجاع عند الرضع

يعاني حديثو الولادة عادةً من الارتجاع بسبب عدم اكتمال نمو الحلقة العضلية بين المريء والمعدة، والتي تعرف باسم “العضلة العاصرة السفلية”، وبالتالي يرجع الطعام من المعدة إلى الفم ثانيةً، ويكتمل تكوُّن العاصرة السفلية عادةً بمرور الوقت، مما يقلل من شدة الارتجاع تدريجيًا كلما كبر الطفل.

يعد السبب السابق طبيعيًّا، ولا يدل على وجود مشكلات صحية لدى الرضيع، إذ يزول بمرور الوقت، وبالتالي يتخلص الطفل من مشكلة الارتجاع.

لكن قد يستمر الارتجاع مع الطفل لمدة طويلة نتيجة لأسباب أخرى، ومن بينها:

التغذية غير الملائمة للرضيع

تناول الرضع لكميات الكبيرة من الطعام بسرعة، أو تقديم أطعمة غير ملائمة له، مثل الأطعمة الحارة قد يزيد من احتمالية تعرضه للارتجاع.

ولمعرفة كيفية تقديم تغذية متوازنة للرضع؛ اقرأ المقال التالي: جدول تغذية الطفل 6 شهور وقائمة بالممنوع والمسموح من الأطعمة له.

الإفراط في الطعام

تناول كميات كبيرة من الطعام وملء معدة الرضيع حد التخمة سيزيد الضغط على معدته، وبالتالي ستتخلص المعدة من الكميات الزائدة عن طريق الفم.

زيادة إنتاج الحمض المعدي

يمكن أن تنتج معدة بعض الرضع كميات زائدة من الحمض المعدي، مما يزيد من احتمالية حدوث الارتجاع.

تلك كانت أبرز أسباب الارتجاع عند الرضع، والآن بعد أن تعرفت عليها، واطلعت على اعراض الارتجاع عند الرضع؛ فكيف تستطيع تشخيصه ومعرفة العلاج المناسب؟

تشخيص وعلاج الارتجاع عند الرضع

في حالة كان الارتجاع بسيطًا، ويقل تدريجيًا مع الوقت كلما كبر طفلك؛ فحينها لن تحتاج إلى أي أدوية لعلاجه، بل يكفي اتباع بعض الخطوات البسيطة، مثل:

  • تجنب إطعام الطفل كميات كبيرة في الوجبة الواحدة، سواء من الحليب الصناعي أو الرضاعة الطبيعية.
  • عدم تمديد الطفل للاستلقاء قبل مضي 30 دقيقة على الأقل من الرضاعة.
  • استشارة الطبيب حول نوع الحليب المستخدم في حالة استخدام الحليب الصناعي.

إما إذا استمر ظهور اعراض الارتجاع عند الرضع على طفلك بعد بلوغه العامين، وكانت شديدة ومتكررة، فيجب استشارة طبيب مختص لفجحصه، وتشخيص المشكلة، ومن ثم علاجها.

سيبدأ الطبيب بالفحص البدني لطفلك، ويطرح عليك أسئلة بشأن الأعراض التي تظهر عليه، وقد يُوصي بفحصه عن طريق المنظار الداخلي العلوي، وهو عبارة عن أنبوب خاص، مزود بعدسة كاميرا وضوء، يدخله الطبيب عبر فم طفلك وصولًا إلى المريء والمعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.

وبعد الفحص سيتأكد الطبيب من التشخيص، ويوصي بالأدوية المناسبة لحالة طفلك، وعمره.

الخلاصة

تشيع مشكلة الارتجاع بين حديثي الولادة، بسبب عدم اكتمال الجهاز الهضمي، وضعف العضلة العاصرة السفلية الموجودة بين المعدة والمريء، ولا يعد الارتجاع حالة خطيرة تستوجب العلاج حينها.

مع ذلك إذا زادت حدة اعراض الارتجاع عند الرضع، واستمرت المشكلة معهم لفترة طويلة؛ فيجب حينها استشارة طبيب مختص لفحص الطفل، ومن ثم علاجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *