النظافة الشخصية للاطفال

تؤثر عادات النظافة الشخصية للاطفال بشكل غير مباشر على صحتهم، ومستقبلهم الأكاديمي، والوظيفي، وحياتهم الاجتماعية، وغير ذلك.

فكيف تعلمين طفلك عادات النظافة الشخصية؟ وما السن المناسب لتبدئي معه؟ هذا ما نوضحه في المقال؛ فتابعي معنا.

أهمية غرس عادات النظافة الشخصية بالأطفال

النظافة الشخصية ليست مجرد سلوكيات روتينية، بل هي عامل رئيس في بناء طفل سليم صحيًّا، ومتزن نفسيًا، وواثق بنفسه.

فهي تقي الطفل من العديد من الأمراض المعدية، مثل:

  • التهابات الجهاز الهضمي والنزلات المعوية
  • الالتهابات الفطرية والبكتيرية
  • نزلات البرد والأنفلونزا
  • العدوى الفيروسية
  • تسوس الأسنان
  • الطفح الجلدي

وذلك لأن نظافة الجسم، والمكان، والملبس تحد من انتشار الجراثيم والبكتيريا الضارة، وبالتالي تقلل من احتمالية الإصابة بالمشكلات الصحية السابقة.

بالإضافة إلى أنها تعزز من ثقة الطفل بنفسه، وتحسن من مزاجه، وتعطيه شعورًا بالراحة، وتزيد من تقبل المجتمع له مما يؤثر على حالته النفسية إيجابيًا.

ولذا وصى الإسلام بها، فقال الله تعالى: “إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين”، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: “النظافة من الإيمان”.

ولكن ما أهم عادات النظافة الشخصية التي يجب تعليمها للأطفال؟

أهم عادات النظافة الشخصية للاطفال

فيما يلي أهم سلوكيات النظافة الأساسية الواجب تعليمها للطفل:

1- غسل اليدين

يعد غسل اليدين من أهم عادات النظافة الشخصية للاطفال، إذ تنتشر معظم الجراثيم عن طريق ملامسة اليدين لها، وحتى تقي طفلك منها عوديه على غسل يديه:

  • بعد دخول الحمام
  • بعد لمس الحيوانات، خاصةً الكلاب.
  • بعد العطس أو السعال، أو مسح الأنف.
  • قبل الأكل أو صنع الطعام، وبعد الأكل.
  • بعد لمس اللحوم النيئة، بما في ذلك الدجاج واللحوم الحمراء، حتى تقيه من البكتيريا الموجودة بها.

وذلك بأن يغسل يديه لمدة 20 ثانية بالصابون، ويشطفها جيدًا بالماء الجاري.

2- نظافة الفم

إذا كانت “المعدة بيت الداء”، فالفم هو المصدر الأساسي لذلك الداء!

فإهمال نظافة الفم يصيب الطفل بتسوس الأسنان، والتهاب اللثة، ويجعل رائحة فمه كريهة، ويكون فمه بمثابة مصدر متنقل للبكتيريا والفطريات.

والأسوء من ذلك؛ أنه يزيد من احتمالية الإصابة بـأمراض القلب التاجية، وتصلب الشرايين، والسكتات الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية وفقًا لدراسات أجرتها جامعة هارفارد، ومركز CDC.

ورغم استمرار الأبحاث حتى الآن لتأكيد الصلة بين تلك الأمراض ومشكلات الفم؛ إلا أن الدراسات رجحت وجود علاقة وثيقة بين الاثنين، ولذا كانت الوقاية خير لطفلك في جميع الأحوال.

ولعل ذلك هو السبب في حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على تنظيف الفم باستمرار، إذ يقول: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”.

فحافظي على صحة طفلك، وعوديه على غسل فمه بالفرشاة والمعجون قبل النوم، وبعد الطعام، مع تنظيف الفراغات بين الأسنان باستخدام خيط الأسنان، والحرص على المضمضة باستخدام غسول مناسب للفم مرة على الأقل يوميًا.

3- الاستحمام

يحتاج الأطفال إلى الاستحمام بشكل منتظم لثلاثة مرات أسبوعيًا على الأقل، مع غسل الشعر جيدًا مرةً أو مرتين أسبوعيًا حسب نوعه وطبيعته إن كان جافًا أو دهنيًا، حتى لا يكون بيئة خصبة لنمو الحشرات.

تأكدي أيضًا من غسل المناطق الأكثر عرضة للفطريات بشكل جيد، بما في ذلك:

  • أسفل الذراعين
  • المناطق التناسلية
  • بين ثنيات الرقبة
  • بين أصابع أقدامهم
  • المنطقة خلف الركبة

ومن ثم جففي جسدهم جيدًا بعد الاستحمام باستخدام الفوط القطنية، قبل ارتداء الملابس.

4- تمشيط الشعر

، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من كان عنده شعر فليكرمه”.

فالشعر الأشعث يقلل من أناقة طفلك، ويعطيه مظهرًا فوضويًا، بالإضافة إلى أن إهمال تمشيط الشعر لفترة طويلة يزيد احتمالية إصابته بالحشرات، والفطريات، مما يجعل العناية بالشعر من أهم عادات النظافة الشخصية للاطفال.

لذا عودي طفلك على تمشيط شعره، والاهتمام بمظهره الصحي والنظيف، ورائحته.

5- قص الأظافر

يعد تقليم الأظافر من أهم عادات النظافة الشخصية للاطفال، لأنك إذا أهملتها صارت بيئة خصبة للبكتيريا والجراثيم، ولذا كان من سنن الفطرة قصها كل أربعين يومًا.

ولأن معدل نمو أظافر الأطفال يكون أسرع؛ احرصي على تقليم أظافر طفلك دوريًا، مرة كل أسبوع أو عشرة أيام، حتى تحميه من انتقال البكتيريا والتعرض للأمراض عن طريقها.

6- العطس وتنظيف الأنف

أثناء أدوار البرد والانفلونزا يعاني الأطفال من سيلان الأنف، والعطس المتكرر، وقد يتصرفون بشكل خاطيء معها، فيستخدم بعضهم أيديهم أو ملابسهم لتنظيف الأنف.

وهنا يكون دورك شديد الأهمية في توعية الطفل بقواعد النظافة الصحيحة في تلك الحالات.

علمي طفلك كيف ينظف أنفه باستخدام المناديل، وكذلك العطس في المناديل حتى لا تنتشر الجراثيم، وعلميه كيفية التصرف السليم عند العطس أو الكحة أثناء الطعام، حتى لا يلوث الأكل، ولا يزعج رفقاءه.

7- نظافة الملابس والأحذية

من أهم عادات النظافة الشخصية للاطفال تبديل الملابس الداخلية يوميًا، حتى تقلل من احتمالية التهاب المناطق الحساسة، مع الحرص على نظافة الملابس الخارجية والأحذية، وتبديلها وغسلها بشكل دوري، أو إذا اتسخت، حتى يكون مظهره نظيفًا ومرتبًا.

والآن بعد أن عرفتِ أهم عادات النظافة الشخصية للاطفال؛ كيف تشجعي طفلك على اتباع تلك العادات؟

6 طرق لغرس عادات النظافة الشخصية لدى الأطفال

فيما يلي بعض التوصيات لتحفيز طفلك على اتباع سلوكيات النظافة الشخصية والعناية بنفسه:

ابدئي مبكرًا

علميهم أهمية النظافة والعناية الشخصية في سن مبكر، وساعديهم في البداية، ثم عوديهم على الاستقلالية وتنظيف أنفسهم بشكل تدريجي.

وضعي روتينًا ثابتًا للعناية بالنفس حتى يسهل على أطفالك اتباعه، فمثلًا: حددي مواعيد لغل الأسنان، ولتكن قبل النوم، وبعد الإفطار، وكذلك مواعيد للاستحمام، وغير ذلك.

كوني قدوة جيدة

إذا أمرت طفلك بالانتظام بغسل أسنانه وأهملت نظافة فمك؛ فلن يمتثل الطفل لأمرك أبدًا، لأن معظم سلوكيات الأطفال تكتسب بالتقليد.

فابدئي بنفسك، وثبتي روتينًا للعناية بنظافتك الشخصية، وكذلك نظافة المنزل، وحينها سيكتسب أطفالك نفس السلوك تلقائيًا.

اجعليها تدريجية

يمل الأطفال سريعًا، ويسئمون من كثرة التعليمات، لذا ينصح بأن تبدئي معهم بشكل تدريجي.

فمثلًا: لنظافة الفم ابدئي أولًا بتعويده على استخدام الفرشاة والمعجون، فإذا اعتاد عليها لفترة؛ علميه كيفية استخدام خيط الأسنان حتى يصبح جزءًا من روتينه، وبعدها عوديه على استخدام غسول للفم، وهكذا.

اربطيها بالمتعة

وظفي القصص والألعاب لتحفيز طفلك على اتباع عادات النظافة، واجعليها ممتعة له حتى يواظب عليها.

فمثلًا: اقرئي معه قصصًا عن عادات النظافة اليومية، وضعي معه بعض الألعاب في حوض الاستحمام حتى تحببيه فيه، وهكذا.

كافئي طفلك

ولا نقصد هنا المكافئات المادية فقط، بل المعنوية، وذلك بمدح نظافته دائمًا، فإذا استحم ومشط شعره؛ امدحي هيئته الجميلة والنظيفة، وإذا غسل أسنانه ويديه قولي له أن رائحته جميلة، وهكذا.

كوني صبورة

يتطلب غرس العادات وقتًا وصبرًا، لذلك لا تستسلمي إذا لم يستجب طفلك في البداية باتباع كل سلوكيات النظافة، بل اصبري وحاولي معه مرارًا حتى يستجيب لكِ.

والآن بعد أن اطلعتِ على أهم عادات النظافة الشخصية للاطفال، وكيفية غرسها؛ متى تبدئين بتعليمها لطفلك؟

متى أبدأ بتعليم طفلي عادات النظافة الشخصية؟

لا يوجد سن محدد لتعليم عادات النظافة الشخصية للاطفال، ولكن ينصح بأن تبدئي في سن ثلاثة سنوات، ولا تتأخري عن ذلك، وساعدي طفلك في العناية بنفسه في ذلك العمر.

فإذا أكمل خمسة سنوات؛ شجعيه حينها على أن يستقل أكثر، ويعتني بنفسه تدريجيًا دون انتظار مساعدتك، سيعلمه ذلك الاعتماد على نفسه، ويجعله أكثر استقلالية، ويقوي شخصيته.

ختامًا، تعليم عادات النظافة الشخصية للاطفال ليست خيارًا، بل واجب على كل أم، حتى لا ينفر المجتمع من طفلك، ولا يصبح بيئة خصبة للجراثيم والبكتيريا.

لذا عودي طفلك على سلوكيات النظافة من سن صغير حتى تصبح عادةً عنده وليس واجبًا ثقيلًا.

 

اقرئي أيضًا: متى تبدأ تربية الطفل؟ وكيف تربي طفلك في سنوات عمره الأولى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *